مقالات

 

في واحد الزمان كان عايش سلطان في المملكة تاعو مع  زوجتو السلطانة وإبنو الأمير الوحيد، كان السلطان يأمل أنو إبنو الأمير يكون حازم كيما هو ويفرض السُلطة والهيبة تاعو على الرعيّة، بصح العكس تماما، الأمير كان إنسان طيّب ومسالم وخاطيه الحُكم والسلطنة، كان حابّ يتعلّم حرفة يدويّة تعينو على الزمان، وبالتالي كان طِوال الوقت يتبّع في حلاّق القصر ويطلب منّو يعلمّو حرفة الحلاقة، حلاّق القصر استغرب وخاف من العقاب تاع السلطان، وكان دايما يترجّاه أنو يخليّه في حالو لخاتش لو كان يعرف السلطان أنو الحلاّق يعلّم في إبنو الحلاقة راح يعاقبو أو يقتلو لأنها تعتبر إهانة في حق السلطان والأمير في اثنين.

مع إصرار الأمير على تعلّم حرفة الحلاقة وأنو وعد حلاّق القصر باش يتعلّم في الخفاء وواحد ما راح يفيق بيه ولا راح يخبّر السلطان بالأمر، وافق حلاّق القصر باش يعلّم الأمير حرفة الحلاقة لكن في الليل بعد ما يرقد جميع سكان القصر.

بعد مدة قليلة تعلّم الأمير الحلاقة وأصبح ماهر فيها كأنو من زمااان يحترفها.

فكّر السلطان في طريقة يخلّي بيها الأمير يتصدّى للظروف وأنو الدنيا هاذي ماهيش بالبساطة ولا بالأمان إلي راهو عايش فيها الأمير، يعني حابّ يوريّلو  مشاق الحياة وصعوباتها فقرّر أنو يطردو من القصر لمدة ستة أشهر بلا حتى حاجة ويخليّه يعتمد على نفسو ويعيش من قوت جبينو باش يعرف قيمة النعمة إلي راهو عايش فيها.

خرج الأمير الحلاّق من قصر باباه مطرود، وبقى يتجوّل من مدينة لمدينة يحوّس على خدمة، وفي يوم من الأيام لقى روحو في سلطنة أخرى يحكمها سلطان آخر غير باباه، وهو يتجوّل في السوق سمع الناس يحكو على السلطان وأنو يحوّس على حلاّق للقصر تكون ايدو حنينة لدرجة أنو يقدر يرقد أثناء الحلاقة، وسمع ثاني أنو قتل وطرد كثير من الحلاقين من قصرو لنفس السبب، على هذا خافو كل الحلاقين إلي في السلطنة باش يترشحو لمنصب حلاّق القصر، هنا خمّم الأمير الحلاّق وقرر أنو يرشح نفسو لهاذيك المهمة، ومباشرة انطلق لقصر السلطان وقدّم نفسو على أنو حلاّق جاء من مدينة بعيدة يحوّس على خدمة في القصر،  بالنسبة لموظفّي القصر حاولو ينصحو الشاب بعدم الترشح لأنو السلطان صعيب وممكن يقتلو إذا فشل في المهمة تاعو، بصح الأمير الشاب أصرّ على الموقف تاعو وعلى رغبتو وحاجتو المُلحة للوظيفة.

المهم ترشح الأمير للمنصب وقالو السلطان أنت شاب صغير ما تحاولش تتحداني لأنو إذا ماكانتش الحلاقة تاعك حنينة ونرقد على ايدك راني نقتلك. قالو الشاب جربني ونشوفو. استلقى السلطان وأمر الأمير باش يبدأ يحلقلو، وماهي إلا لحظات حتى رقد السلطان أثناء الحلاقة، وكي ناض من نومو لقى أنو الأمير كمّل الحلاقة بلا ما يحسّ بحتى حاجة. فرح السلطان وعجبو الحال وقرّر أنو يوظّف الأمير حلّاق خاص بيه في القصر. وكيما كان الحال أصبح الأمير الحلّاق الخاص بالسلطان، وبعد ما فات شهر قبض الراتب تاعو (فراك ونص) وراح بيهم للسوق دار ودار ما عجبو والو في السوق، وكي جاء خارج تلاقى مع المنادي ينادي: شكون يشري فايدة؟ شكون يشري فايدة؟ شكون يشري فايدة؟. وقف الأمير وسأل المنادي: شحال هاذي الفايدة؟ جاوب المنادي: فراك ونص ( يعني نفس الراتب الشهري تاعو)، فكّر الأمير شوية وأمبعد قرّر يشري الفايدة، عطى للمنادي الدراهم وقالو المنادي على الفايدة (الحكمة) وهي: “بقّي والزمان يلقّي“، ومعناها ما تدخلش في حاجة ماتعنيكش. المهم كتب الأمير الفايدة في ورقة وحطّها في جيبو ورجع للقصر.

في الشهر الثاني بعد ما قبض الراتب تاعو زاد راح للسوق، وما اشترى حتى حاجة وكي جاء خارج تلاقى مع المنادي ينادي: شكون يشري فايدة؟ شكون يشري فايدة؟ شكون يشري فايدة؟. وقف الأمير وسأل المنادي: شحال هاذي الفايدة؟ جاوب المنادي: فراك ونص،  فكّر الأمير شوية وأمبعد قرّر يشري الفايدة، عطى للمنادي الدراهم وقالو المنادي على الفايدة (الحكمة) وهي: “ِقيس ولا غَرق بعد القيس“، ومعناها الانسان مالازمش يتسرّع في اتخاذ قراراتو و يدرسها مليح وبالتالي مش راح يتورّط. كتب الفايدة ورجع للقصر.

في الشهر الثالث بعد ما قبض الراتب تاعو زاد راح للسوق، وما اشترى حتى حاجة وكي جاء خارج تلاقى مع المنادي ينادي: شكون يشري فايدة؟ شكون يشري فايدة؟ شكون يشري فايدة؟. وقف الأمير وسأل المنادي: شحال هاذي الفايدة؟ جاوب المنادي: فراك ونص،  فكّر الأمير شوية وأمبعد قرّر يشري الفايدة، عطى للمنادي الدراهم وقالو المنادي على الفايدة (الحكمة) وهي: “ِإذا لقيت الزهو والطرب ما تبدلّو بالشقاء والتعب“، ومعناها أنو إذا كنت في جوّ بهيج ما تخليهش وتبدلّو بجوّ كئيب ومتعب. كتب الفايدة ورجع للقصر.

في الشهر الرابع بعد ما قبض الراتب تاعو زاد راح للسوق، بصح هاذي المرة هو إلي كان يحوّس على المنادي باش يشري فايدة جديدة لكن المنادي ماجاش. رجع الأمير للقصر  وبالصدفة وهو يتجوّل في القصر يشوف أنو وزير السلطان خارج من جناح السلطانة زوجة السلطان وهاذ الشيء يعتبر محرّم في السلطنة، فكّر الأمير شوية و في الأخير شاف أنو هذا هو الوقت باش يطبّق الفايدة الأولى إلي شراها وهي “بقّي والزمان يلقّي“، وبالتالي قرّر أنو ما يتدخلش في أمر ما يعنيهش ويركّز فقط في خدمتو وهي حلاّق السلطان.

وتكررّت نفس الحادثة في يوم ثاني، بحيث أنو شاف وزير السلطان خارج من جناح السلطانة، وهاذي المرة شافت السلطانة أنو الحلاّق على علم بواش صرا، وبالتالي خافت أنو يخبّر السلطان بخيانتها ويكون عقابها هو الموت، فكرّت في حيلة تخلصّها من الحلاّق قبل ما يكشف سرّها ويفضحها، جابت مجموعة من السكاكين تاع الحلاقة نوعيتها رفيعة ودهنتها كامل بالسُم باش يموت السلطان بالسُم أثناء الحلاقة، ويتم اعدام الحلاق بتهمة قتلو للسلطان، وبالتالي تكون ضربت عصفورين بحجر واحد. وأمبعد توجهّت لزوجها السلطان وقدمتلو السكاكين كهديّة ليه. فرح السلطان بالهدية وأمر الحلاق باش يحلقلو  بالسكاكين الجديدة، استلقى السلطان كيما العادة ولما حاول الأمير يحلقلو نام السلطان في نوم عميق، تردد الحلاق قبل ما يبدأ  الحلاقة بالسكاكين الجديدة وخاف أنها تجرح السلطان ويعاقبو، في هاذي الأثناء وقعت عينيه على القطة نايمة وخمّم شوية أنو هذا هو الوقت باش يطبّق الفايدة الثانية وهي “ِقيس ولا غَرق بعد القيس“، وقرّر أنو يجرّب السكاكين الجديدة فيها ويحلقلها شعرها إذا ما ناضتش وما انزعجتش راح يقوم ويحلق للسلطان بيهم. كيما كان الحال بمجرد ما بدأ يحلق للقطة حتى بدات تتقلّب وتتخبط من آثار السم ومباشرة ماتت، توجه الحلاق للقطة حطّ بجنبها السكاكين وخبّاها بعيد. وفهم المقلب إلي حبّت توقعو فيه السلطانة.

قام الحلاق وحلق للسلطان بالسكاكين القديمة تاعو بلا ما يحّس السلطان بأي شيء. لما ناض السلطان من رقادو كان فرحان بالحلاقة تاعو إلي ما قلقتش رقادو.

كانت السلطانة تستنى في خبر موت السلطان بصح تفاجأت لما جاها السلطان وشكرها على هديتها إلي فرحاتو بيها. هنا فاقت أنو الحلاّق تنبّه للحيلة تاعها وزادت خافت منو أكثر. هاذ الخوف خلاّها تخمّم في حيلة أخرى تخلصّها منو نهائيا. وبالتالي قالت للسلطان بطريقة ماكرة أنو الحلاّق تاعو راه دايما يترصّد للأميرة بنت السلطان ويغازل فيها بوقاحة، وهاذ الشي يتطلب عقابو، جنّ جنون السلطان وتقلق من هاذ الشي بصح صارح زوجتو أنو هذا هو الحلاق الوحيد إلي ارتاحلو وإلي قدر يرقد بين يديه ويحلقلو بلا ما ينوض وما هوش حاب يخسرو، بصح السلطانة ما استسلمتش وبقات تحرّض في السلطان عليه حتى خضع ليها وللمكر تاعها. هنا طلبت منو أنو يبعث رسالة مع الحلاق إلى أتباع السلطان في ضواحي السلطنة ويكون مضمونها: أقتلو حامل هاذي الرسالة.

انطلق الأمير بالرسالة في الحين لأصحابها وهو في الطريق تلاقى مع وزير السلطان واستدعاه لدارو باش يحضر لحفلة طهور وليدو في الليلة هاذي، حاول يعتذر الأمير من حضور الحفلة تاع الطهور لأنو مبعوث من طرف السلطان باش يوصّل رسالة مستعجلة، في اللحظة هاذي طلب الوزير من أحد أعوانو أنو ياخذ الرسالة من الأمير الحلاّق ويروح يوصلّها لأصحابها باش الأمير يقدر يحضر حفلة الطهور وهو مطمّن، في اللحظة هاذي تذكّر الأمير الفايدة الثالثة  “ِإذا لقيت الزهو والطرب ما تبدلّو بالشقاء والتعب” وكيما كان الحال وافق الأمير يحضر الحفلة المهم أنو توصل الرسالة لأصحابها في الوقت، إنطلق مساعد الوزير بالرسالة وبمجرّد ما وصل عند أتباع السلطان في ضواحي السلطنة وبعد ما قراو الرسالة قامو بقتل هذاك المساعد دون تردّد.

في هاذي الأثناء كان الامير مستمتع بالحفلة، وبعد ما انتهت الحفلة استفقد الامير مساعد الوزير لأنو تأخر في الرجعة تاعو من ضواحي السلطنة، وتقلّق وتوتّر وفي الأخير قرّر أنو يروح بنفسو لأتباع السلطان ويشوف علاه مساعد الوزير ما رجعش؟ قالو الوزير أنا نروح معاك ونشوفو واش كاين؟ انطلق كل من الأمير والوزير  ولما وصلو وسقساو على المساعد، جاوبوهم الاتباع أنهم قتلوه بأمر من السلطان! تعجّب كل من الأمير والوزير من الخبر هذا وخاصة لما قراو بنفسهم الرسالة إلي كتبها السلطان.

في هاذي اللحظة توجّه الأمير للسلطان بالرغم من أنو الوزير نصحو باش يهرب وما يرجعش مادام السلطان فكّر باش يتخلّص منو، بصح الامير أصّر أنو يعرف من السلطان شخصيا السبب إلي خلاّه يفكّر يتخلّص منو.

ولما وصل الأمير والوزير عند السلطان، تفاجأ السلطان من بقاء الحلاّق حيّ!! وحكاولو كيفاش أنو المساعد راح في بلاصتو يوصّل الرسالة باش يتمكّن الأمير من حضور الحفلة.

في هاذي الأثناء جاوبهم السلطان أنو السبب إلي خلاّه يقرر يقتلو بهاذيك الطريقة أنو الحلاّق تجاوز حدودو وغازل الأميرة بنت السلطان، أنكر الحلاّق الكلام هذا وطلب من السلطان أنو يواجه الأميرة بالاتهام هذا. وباش تظهر الحقيقة استدعى السلطان الأميرة وسقساها إذا صح كان الحلاّق يترصّدلها في الطريق ويغازلها، جاوبت الأميرة أنها أول مرة تشوف الحلاّق ومكانش منها الحكاية هاذي، وأنو الوزير هو إلي كان يترصّدلها ويغازلها.

بعد ما ظهرت الحقيقة واعتذار السلطان للأمير ليه وأنو اتهمّو بلا ذنب وبلا حتى ما يتحقّق من الأمر، وترجّاه أنو يبقى في القصر معاهم وأنو يزوجّو من بنتو الأميرة، اعترف الأمير للسلطان أنو هو في الحقيقة مش حلاّق، هو أمير ابن سلطان وأنو خرج من السلطنة تاع باباه باش يبني نفسو بنفسو ويحقّق ذاتو.

رجع الأمير للسلطنة تاع باباه وحكالو على مغامراتو وعلى زواجو من بنت السلطان، هذا الشيء فرّح باباه وخلاّه يفتخر بيه وبعقلو الراجح.

 

 

… شمس راقية

في واحد الزمان كان عايش سلطان في المملكة تاعو مع زوجتو السلطانة وإبنو الأمير الوحيد، كان السلطان يأمل أنو إبنو الأمير يكون حازم كيما هو ويفرض السُلطة والهيبة تاعو على الرعيّة، بصح العكس تماما، الأمير كان إنسان طيّب ومسالم وخاطيه الحُكم والسلطنة، كان حابّ يتعلّم حرفة يدويّة تعينو على الزمان، وبالتالي كان طِوال الوقت يتبّع في حلاّق القصر ويطلب منّو يعلمّو حرفة الحلاقة، حلاّق القصر استغرب وخاف من العقاب تاع السلطان، وكان دايما يترجّاه أنو يخليّه في حالو لخاتش لو كان يعرف السلطان أنو الحلاّق يعلّم في إبنو الحلاقة راح يعاقبو أو يقتلو لأنها تعتبر إهانة في حق السلطان والأمير في اثنين.
مع إصرار الأمير على تعلّم حرفة الحلاقة وأنو وعد حلاّق القصر باش يتعلّم في الخفاء وواحد ما راح يفيق بيه ولا راح يخبّر السلطان بالأمر، وافق حلاّق القصر باش يعلّم الأمير حرفة الحلاقة لكن في الليل بعد ما يرقد جميع سكان القصر.
بعد مدة قليلة تعلّم الأمير الحلاقة وأصبح ماهر فيها كأنو من زمااان يحترفها.
فكّر السلطان في طريقة يخلّي بيها الأمير يتصدّى للظروف وأنو الدنيا هاذي ماهيش بالبساطة ولا بالأمان إلي راهو عايش فيها الأمير، يعني حابّ يوريّلو مشاق الحياة وصعوباتها فقرّر أنو يطردو من القصر لمدة ستة أشهر بلا حتى حاجة ويخليّه يعتمد على نفسو ويعيش من قوت جبينو باش يعرف قيمة النعمة إلي راهو عايش فيها.
خرج الأمير الحلاّق من قصر باباه مطرود، وبقى يتجوّل من مدينة لمدينة يحوّس على خدمة، وفي يوم من الأيام لقى روحو في سلطنة أخرى يحكمها سلطان آخر غير باباه، وهو يتجوّل في السوق سمع الناس يحكو على السلطان وأنو يحوّس على حلاّق للقصر تكون ايدو حنينة لدرجة أنو يقدر يرقد أثناء الحلاقة، وسمع ثاني أنو قتل وطرد كثير من الحلاقين من قصرو لنفس السبب، على هذا خافو كل الحلاقين إلي في السلطنة باش يترشحو لمنصب حلاّق القصر، هنا خمّم الأمير الحلاّق وقرر أنو يرشح نفسو لهاذيك المهمة، ومباشرة انطلق لقصر السلطان وقدّم نفسو على أنو حلاّق جاء من مدينة بعيدة يحوّس على خدمة في القصر، بالنسبة لموظفّي القصر حاولو ينصحو الشاب بعدم الترشح لأنو السلطان صعيب وممكن يقتلو إذا فشل في المهمة تاعو، بصح الأمير الشاب أصرّ على الموقف تاعو وعلى رغبتو وحاجتو المُلحة للوظيفة.
المهم ترشح الأمير للمنصب وقالو السلطان أنت شاب صغير ما تحاولش تتحداني لأنو إذا ماكانتش الحلاقة تاعك حنينة ونرقد على ايدك راني نقتلك. قالو الشاب جربني ونشوفو. استلقى السلطان وأمر الأمير باش يبدأ يحلقلو، وماهي إلا لحظات حتى رقد السلطان أثناء الحلاقة، وكي ناض من نومو لقى أنو الأمير كمّل الحلاقة بلا ما يحسّ بحتى حاجة. فرح السلطان وعجبو الحال وقرّر أنو يوظّف الأمير حلّاق خاص بيه في القصر. وكيما كان الحال أصبح الأمير الحلّاق الخاص بالسلطان، وبعد ما فات شهر قبض الراتب تاعو (فراك ونص) وراح بيهم للسوق دار ودار ما عجبو والو في السوق، وكي جاء خارج تلاقى مع المنادي ينادي: شكون يشري فايدة؟ شكون يشري فايدة؟ شكون يشري فايدة؟. وقف الأمير وسأل المنادي: شحال هاذي الفايدة؟ جاوب المنادي: فراك ونص ( يعني نفس الراتب الشهري تاعو)، فكّر الأمير شوية وأمبعد قرّر يشري الفايدة، عطى للمنادي الدراهم وقالو المنادي على الفايدة (الحكمة) وهي: “بقّي والزمان يلقّي”، ومعناها ما تدخلش في حاجة ماتعنيكش. المهم كتب الأمير الفايدة في ورقة وحطّها في جيبو ورجع للقصر.
في الشهر الثاني بعد ما قبض الراتب تاعو زاد راح للسوق، وما اشترى حتى حاجة وكي جاء خارج تلاقى مع المنادي ينادي: شكون يشري فايدة؟ شكون يشري فايدة؟ شكون يشري فايدة؟. وقف الأمير وسأل المنادي: شحال هاذي الفايدة؟ جاوب المنادي: فراك ونص، فكّر الأمير شوية وأمبعد قرّر يشري الفايدة، عطى للمنادي الدراهم وقالو المنادي على الفايدة (الحكمة) وهي: “ِقيس ولا غَرق بعد القيس”، ومعناها الانسان مالازمش يتسرّع في اتخاذ قراراتو و يدرسها مليح وبالتالي مش راح يتورّط. كتب الفايدة ورجع للقصر.
في الشهر الثالث بعد ما قبض الراتب تاعو زاد راح للسوق، وما اشترى حتى حاجة وكي جاء خارج تلاقى مع المنادي ينادي: شكون يشري فايدة؟ شكون يشري فايدة؟ شكون يشري فايدة؟. وقف الأمير وسأل المنادي: شحال هاذي الفايدة؟ جاوب المنادي: فراك ونص، فكّر الأمير شوية وأمبعد قرّر يشري الفايدة، عطى للمنادي الدراهم وقالو المنادي على الفايدة (الحكمة) وهي: “ِإذا لقيت الزهو والطرب ما تبدلّو بالشقاء والتعب”، ومعناها أنو إذا كنت في جوّ بهيج ما تخليهش وتبدلّو بجوّ كئيب ومتعب. كتب الفايدة ورجع للقصر.
في الشهر الرابع بعد ما قبض الراتب تاعو زاد راح للسوق، بصح هاذي المرة هو إلي كان يحوّس على المنادي باش يشري فايدة جديدة لكن المنادي ماجاش. رجع الأمير للقصر وبالصدفة وهو يتجوّل في القصر يشوف أنو وزير السلطان خارج من جناح السلطانة زوجة السلطان وهاذ الشيء يعتبر محرّم في السلطنة، فكّر الأمير شوية و في الأخير شاف أنو هذا هو الوقت باش يطبّق الفايدة الأولى إلي شراها وهي “بقّي والزمان يلقّي”، وبالتالي قرّر أنو ما يتدخلش في أمر ما يعنيهش ويركّز فقط في خدمتو وهي حلاّق السلطان.
وتكررّت نفس الحادثة في يوم ثاني، بحيث أنو شاف وزير السلطان خارج من جناح السلطانة، وهاذي المرة شافت السلطانة أنو الحلاّق على علم بواش صرا، وبالتالي خافت أنو يخبّر السلطان بخيانتها ويكون عقابها هو الموت، فكرّت في حيلة تخلصّها من الحلاّق قبل ما يكشف سرّها ويفضحها، جابت مجموعة من السكاكين تاع الحلاقة نوعيتها رفيعة ودهنتها كامل بالسُم باش يموت السلطان بالسُم أثناء الحلاقة، ويتم اعدام الحلاق بتهمة قتلو للسلطان، وأمبعد توجهّت لزوجها السلطان وقدمتلو السكاكين كهدية ليه. فرح السلطان بالهدية وأمر الحلاق باش يحلقلو بالسكاكين الجديدة، استلقى السلطان كيما العادة ولما حاول الأمير يحلقلو نام السلطان في نوم عميق، تردد الحلاق قبل ما يبدأ الحلاقة بالسكاكين الجديدة وخاف أنها تجرح السلطان ويعاقبو، في هاذي الأثناء وقعت عينيه على القطة نايمة وخمّم شوية أنو هذا هو الوقت باش يطبّق الفايدة الثانية وهي “ِقيس ولا غَرق بعد القيس”، وقرّر أنو يجرّب السكاكين الجديدة فيها ويحلقلها شعرها إذا ما ناضتش وما انزعجتش راح يقوم ويحلق للسلطان بيهم. كيما كان الحال بمجرد ما بدأ يحلق للقطة حتى بدات تتقلّب وتتخبط من آثار السم ومباشرة ماتت، توجه الحلاق للقطة حطّ بجنبها السكاكين وخبّاها بعيد. وفهم المقلب إلي حبّت توقعو فيه السلطانة.
قام الحلاق وحلق للسلطان بالسكاكين القديمة تاعو بلا ما يحّس السلطان بأي شيء. لما ناض السلطان من رقادو كان فرحان بالحلاقة تاعو إلي ما قلقتش رقادو.
كانت السلطانة تستنى في خبر موت السلطان بصح تفاجأت لما جاها السلطان وشكرها على هديتها إلي فرحاتو بيها. هنا فاقت أنو الحلاّق تنبّه للحيلة تاعها وزادت خافت منو أكثر. هاذ الخوف خلاّها تخمّم في حيلة أخرى تخلصّها منو نهائيا. وبالتالي قالت للسلطان بطريقة ماكرة أنو الحلاّق تاعو راه دايما يترصّد للأميرة بنت السلطان ويغازل فيها بوقاحة، وهاذ الشي يتطلب عقابو، جنّ جنون السلطان وتقلق من هاذ الشي بصح صارح زوجتو أنو هذا هو الحلاق الوحيد إلي ارتاحلو وإلي قدر يرقد بين يديه ويحلقلو بلا ما ينوض وما هوش حاب يخسرو، بصح السلطانة ما استسلمتش وبقات تحرّض في السلطان عليه حتى خضع ليها وللمكر تاعها. هنا طلبت منو أنو يبعث رسالة مع الحلاق إلى أتباع السلطان في ضواحي السلطنة ويكون مضمونها: أقتلو حامل هاذي الرسالة.
انطلق الأمير بالرسالة في الحين لأصحابها وهو في الطريق تلاقى مع وزير السلطان واستدعاه لدارو باش يحضر لحفلة طهور وليدو في الليلة هاذي، حاول يعتذر الأمير من حضور الحفلة تاع الطهور لأنو مبعوث من طرف السلطان باش يوصّل رسالة مستعجلة، في اللحظة هاذي طلب الوزير من أحد أعوانو أنو ياخذ الرسالة من الأمير الحلاّق ويروح يوصلّها لأصحابها باش الأمير يقدر يحضر حفلة الطهور وهو مطمّن، في اللحظة هاذي تذكّر الأمير الفايدة الثالثة “ِإذا لقيت الزهو والطرب ما تبدلّو بالشقاء والتعب” وكيما كان الحال وافق الأمير يحضر الحفلة المهم أنو توصل الرسالة لأصحابها في الوقت، إنطلق مساعد الوزير بالرسالة وبمجرّد ما وصل عند أتباع السلطان في ضواحي السلطنة وبعد ما قراو الرسالة قامو بقتل هذاك المساعد دون تردّد.
في هاذي الأثناء كان الامير مستمتع بالحفلة، وبعد ما انتهت الحفلة استفقد الامير مساعد الوزير لأنو تأخر في الرجعة تاعو من ضواحي السلطنة، وتقلّق وتوتّر وفي الأخير قرّر أنو يروح بنفسو لأتباع السلطان ويشوف علاه مساعد الوزير ما رجعش؟ قالو الوزير أنا نروح معاك ونشوفو واش كاين؟ انطلق كل من الأمير والوزير ولما وصلو وسقساو على المساعد، جاوبوهم الاتباع أنهم قتلوه بأمر من السلطان! تعجّب كل من الأمير والوزير من الخبر هذا وخاصة لما قراو بنفسهم الرسالة إلي كتبها السلطان.
في هاذي اللحظة توجّه الأمير للسلطان بالرغم من أنو الوزير نصحو باش يهرب وما يرجعش مادام السلطان فكّر باش يتخلّص منو، بصح الامير أصّر أنو يعرف من السلطان شخصيا السبب إلي خلاّه يفكّر يتخلّص منو.
ولما وصل الأمير والوزير عند السلطان، تفاجأ السلطان من بقاء الحلاّق حيّ!! وحكاولو كيفاش أنو المساعد راح في بلاصتو يوصّل الرسالة باش يتمكّن الأمير من حضور الحفلة.
في هاذي الأثناء جاوبهم السلطان أنو السبب إلي خلاّه يقرر يقتلو بهاذيك الطريقة أنو الحلاّق تجاوز حدودو وغازل الأميرة بنت السلطان، أنكر الحلاّق الكلام هذا وطلب من السلطان أنو يواجه الأميرة بالاتهام هذا. وباش تظهر الحقيقة استدعى السلطان الأميرة وسقساها إذا صح كان الحلاّق يترصّدلها في الطريق ويغازلها، جاوبت الأميرة أنها أول مرة تشوف الحلاّق ومكانش منها الحكاية هاذي، وأنو الوزير هو إلي كان يترصّدلها ويغازلها.
بعد ما ظهرت الحقيقة واعتذار السلطان للأمير ليه وأنو اتهمّو بلا ذنب وبلا حتى ما يتحقّق من الأمر، وترجّاه أنو يبقى في القصر معاهم وأنو يزوجّو من بنتو الأميرة، اعترف الأمير للسلطان أنو هو في الحقيقة مش حلاّق، هو أمير ابن سلطان وأنو خرج من السلطنة تاع باباه باش يبني نفسو بنفسو ويحقّق ذاتو.
رجع الأمير للسلطنة تاع باباه وحكالو على مغامراتو وعلى زواجو من بنت السلطان، هذا الشيء فرّح باباه وخلاّه يفتخر بيه وبعقلو الراجح.

… شمس راقية