إذا كانت العلاقات الإنسانية إجمالا مجبولة بحسن التَّواصل و إرسال إشارات تعبّر عنّك للآخرين؛ فإنّ البدايات عندها بالتأكيد تأثير مباشر على نوعيَّة تصنيفك في الحياة الاجتماعية؛ خاتش الشُّعور اللي تبعثيه عند اللِّقاء يمثل غالبًا الصُّورة اللي تترسم عليك و الإحساس اللي راح تقذفيه في قلوب الأشخاص اللِّي تتعاملي معاهم؛ و هي جزء من الانطباع الأول؛ من هنا تجي أهميَّة إلقاء التَّحية و التَّعرف على أصولها و إتقان فنونها و معرفة حدودها؛ باش تحطِّي روحك في خانة من اللَّباقة و الفهم و الظّرافة و الرُّقي.

إلقاء التَّحية أو التَّسليم بمفهومنا الشَّعبي هو طريقة لإرسال رسالة أمن للمتلقِّين لدرجة أنُّو الرَّسول صلى الله عليه وسلم قال مامعناه أنُّو اللِّي يسأل حاجة قبل ما يلقي السَّلام فلا تجيبوه؛التحية هي كذلك مظهر حبّ و إشارة على الإحترام المتبادل و علامة على كرم و سخاء النَّفس خصوصا عند استقبال الضُّيوف؛ الكثير من النَّاس يفضّل تستقبلو بوجه بشوش و كلمات ترحيب على الولائم و الصُّفرات ؛فنّ التَّحية هو عند المراة تحديدا مقياس للرِّقة و النعُّومة و الفهامة و الحذاقة؛ و لكن السؤال هو كيفاش تلقي التَّحية بالطُّرق المناسبة ؟

أوَّلا : السلام

في ديننا التَّحية الرَّسمية هي كلمة: “السَّلام عليكم”؛ و فيها تقديم للاحترام للطرف الآخر؛ و معناها أنو لا يضمر لو سوء؛ و انو يقدّر حضورو؛ وما يسمعوش واش يكره؛ و انو يحب لو حياة كريمة طيبة؛ و كذلك كي يفارقو يلقي التَّحية باش يودعو بكرامة و احترام؛ و ردّ السّلام بالمثل فرض أمَّا بالزيادة فهو مستحب و مطلوب؛ و السلام هو التَّحية العامة اللي تلقيها في الخارج في العمل أو المدرسة أو السُّوق أو عند الدخول لمنزل او متجر او قاعة او لمكان فيه أشخاص و هي بالتَّأكيد تحيَّة رسمية و محترمة بالإضافة لكونها ودودة بدرجة كافية و إلقاء السَّلام يكون:

من الصغير الى الكبير

و الراكب على الماشي

و الماشي على القاعد

والقليل على الكثير

كيما لازم ماتخصّش واحد بالسَّلام و هو قاعد مع ناس اخرين؛ و الأفضل في مجلس تسلّمي على اللِّي تعرفي و اللي ماتعرفيش.

إلقاء السَّلام يكون بصوت مسموع؛ و كذلك الرَّد؛ و إذا دخلت على ناس فيهم اللِّي راقدين الأفضل تخفضي صوتك.

الأطفال الصّغار يستحَب نلقيو عليهم السَّلام باش نفرّحوهم و نعلّموهم.

اللِّي يدخل للدَّار يلقي السلام .

و كي كاش واحد يبعثلك السَّلام تردِّيه للِّي بعث و اللِّي بلّغ.

2 التَّحيَّة بالمصافحة:

المصافحة من حركات التّحية اللي اذا اخطأ فيها الواحد ممكن يبان أحمق؛ كيما كي مثلا وحدة تحكم يدك مدة طويلة  او ربَّما تجي تصافحي وحدة و تفوت يدك تحكمي ذراعها… أمَّا الطَّريقة الصّحيحة فهي:

كي تمدّي ذراعك بيدك تكوني قابضتها.

ترفعي إبهامك

تحاولي راحة الكف تكون ملتصقة براحة كفّ الشَّخص الاخر حتَّان توصلي لثنية الجلد اللي بين صبع الشهادة و الإبهام

تبتسمي باش تكوني ودودة

تقدّمي نفسك إذا كان هذا هو اللقاء الأول.

على كل حال هذي الطريقة في التَّحية هي غالبا عادة رجاليَّة و قليل النِّساء اللِّي يعتمدوها؛ و القاعدة العالمية في التحية بين الرجل و المراة هي أنو المراة هي اللي تبدا بالمصافحة و تمدّ يدها و ليس للرَّجل أن يكون هو البادئ؛ هذا يفيد في ثقافتنا الإسلامية اللي مافيهاش مصافحة بين المرأة و الرَّجل الأجنبيين و العقلية السَّائدة هي أنَّهم يكتفيوا بهزّ راسيهما لكي لا هناك إحراج ؛ لذلك اذا كنتي ماتقبليش المصافحة هذا من حقّك و ليس قلّة لباقة أنّك ترفضي .

3 التَّحية بالتَّقبيل: “التَّسليم”

هذي هي التَّحيَّة الغالبة بين النساء في مجتمعنا؛ يبقى الإختلاف في وقتاش تدوّري خدّك و عدد التّسليمات؛ لأنُّو كل منطقة عندها قاعدة في هذا الخصوص؛ كاين اللي يعتبر 2 كافية و كاينة اللي إذا ماكانتش 4 قبلات يعتبرك عدوانية …ايه و كاين اللي يروح أكثر من ذلك؛ و يكون من نفس الجنس أو القرابة فقط مراعاة للعقلية:

كيفاش تسلّمي بالوجه؟:

تبداي بتمييل راسك باش تحطِّي خدّك اليمين على الخدّ الأيمن نتاع الطرف الآخر و إصدار صوت معروف “مواح” ناعم في الهواء بدون وضع الشِّفاه على الخدّ لتجنُّب اللُّعاب؛ ثم تنتقلي للجانب الأيسر و تزيدي تعاودي إذا حبيتي .

وضعيَّة الجسم أثناء التَّسليم تكون حسب نوعيَّة العلاقة: وحدة ماتعرفيهاش مليح يكفي تحطِّي يدّك على كتفها باش تسمحي بالخصوصية خاتش هذي الحركة حميمية و كاين اللي مايحبش التَّلامس و يشعر بالانزعاج؛ بينما وحدة قريبة منك بزَّاف او الغايب اللي مشتاقتلو تقدري تعانقيه أو تحضنيه؛ و لكن ماتتحمّسيش بشكل مفرط و دائما أعرفي مستوى اللَّباقة اللي تستخدميه باش ماتتفهميش بشكل خاطئ .

التَّحية بالفرنسية:

كلمة بونجوغ تلقى للتَّحية في اللُّغة الفرنسية عند اللقاء؛ أمَّا بونجوغني فهي تستعمل عند الافتراق مثل كلمة اوغفواغ ؛ بينما كامة بونصواغ هي الكلمة الرسمية التي نستعملها بدل بونجوغ في الليل و لكن بونجوغ هي الشَّائعة و الدارجة حتَّى في الليل بين المقربين و كلمة بونصواغي هي للفراق.

صالو هي كلمة أقلّ رسميَّة من كلمة بونجوغ و تستعمل للأصدقاء و الأهل و الأشخاص غير الرَّسميين و هي المصطلح الشَّعبي الكول و تساوي هاي بالانجليزية او صحا بلهجتنا.

كومون صافا  في الفرنسية تحيَّة و ليست سؤالا عن الحال؛ يعني اللي يقولهالك مايتوقعَّش منك اكثر من كلمة صافا و ماهوش بالضرورة يحاول يبدا معاك محادثة خاصة .

إلقاءك للتَّحية هو اختيار شخصي يتناسب مع وضعك و تفكيرك و الرِّسالة اللي تحبِّي توصّليها؛ و لكن معرفتك بالطرق الصحيحة لالقاءها يساهم في إيصال فكرة واضحة على واش راكي حابَّة تقولي لكل شخص عند الإلتقاء بيه؛ و كيفاش تحبِّيه يعاملك؛ و ماهي الحدود اللي يقدر يوصل ليها؛ و معاها بالتأكيد تقدّمي الإحترام اللائق اللي يناسب وضعو و تبعثي المشاعر اللي تمثّل صفتو .

…شمس هنية