وجود رابط حقيقي بين السعادة و الترتيب مش وهم …هذي مش جملة انشائية بل
حقيقة علمية ..ثابتة من خلال الاخصائيين النفسيين …او بالملاحظة
اليومية ..و الأثر العام ….و الصورة العكسية صحيحة بالضرورة ..البيت
اللي فيه الفوضى سكانو دائما متوترين و منفعلين..و يعانيو من انواع
مختلفة من الضغوط النفسية اللي ممكن تأثر على العلاقات بين افراد الاسرة
و تبعدهم على بعض او تنشأ مشاكل يجهلو هوما انفسهم سببها ..وجودك الدائم
في مقر محاط بالكثير من الاغراض المكدسة و غير المرتبة بصريا ينشئ تشوش
ذهني ينعكس على الحالة النفسية و تكون عندو تداعيات على العلاقات و نوعية
الحياة اليومية …شوفي الضغط اللي تمارسو الفوضى على حسّك العصبي ..حسب
الموقع الامريكي للاستشارات النفسية …

1-الفوضى تفجّر عقولنا بتحفيزها المستمر من خلال التسبب بالاحساس بالعبء
و تجعل من الصعب الاسترخاء في محيط مليء بالصور المزعجة …على عكس
المساحات الفارغة اللي تعطي دائما انطباع سلمي ..

2-الفوضى تقوم بتشتيت انتباهنا ..و تمنعنا من التركيز على واش لازم نهتمو
..حتى مجرد مشاهدة التلفزيون راح تلقاي فيها صعوبة اذا كنتي في وسط مبعثر
..

3-من الصعوبة الاسترخاء بدنيا و ذهنيا في وسط مشوّش …الفوضى تفاقم
النشاط الادراكي ..و تجعل من الصعب التوقف عن التفكير فيها …تماما مثل
محاولة النوم في مكان فيه اصوات مرتفعة ..ما تتوقعيش الهدوء على كنبة
مليئة بالملابس و الالعاب …

4-الفوضى ترسل اشارات ثابتة الى دماغنا بان عملنا لن ينتهي ابدا
…المساحة المرتبة هي تنبيه للاوعي بان مهامنا منجزة …صورة سطح
المكتب الفارغ و الممسوح هي اكثر تصديقا للفعالية من المكتب المليان
بالاوراق و الادوات .

5-الفوضى تسبب القلق و الخوف و الكره للاعمال المنزلية لاننا مانعرفوش
وقتاش نوصلو لاسفل الكومة اللي لازم نرتبوها ..كلما كان الغسيل النظيف
كثير يصبح قرار الطي و الكي اصعب ….الحصص الصغيرة و المنظمة من الغسيل
اقل ازعاجا .

6- الاحساس بالذنب ..”لازم نكون منظمة اكثر” ..و الحرج ..هما نتائج
للفوضى خصوصا عند اصطدامنا بزيارة مفاجئة من احدهم لبيتنا ..

7-الفوضى تمنعنا من الانتاجية و الابداع من خلال غزوها للمساحات المفتوحة
اللي تسمح لمعظم الناس بالتفكير و عصر المخ و ايجاد حلول للمشاكل ..كيفاش
يمكن تفكري في نوعية الديكورات و اطارات الزينة لبيتك اذا كانت طاولة
الطعام اشبه بمكتب اطفال …

8-من السهل انك تحبطي لانك ممنوعة من ايجاد واش تحوسي بسرعة …كل مرة
تعجزي فيها على ايجاد جهاز التحكم تصيبك بالاحباط …قليلة الاشياء اللي
تسببلنا كل هذا الضغط و التوتر في هذا الوقت القصير …

 

     هذي هي اجمالا تكلفة الفوضى على معيشتنا و اعصابنا و صحتنا …الصحيح
انها ترجع بينا للورا و ماتسمحلناش ابدا بالتقدم و عندها اثر عميق على
حضورنا الذهني …هذا يستدعي رحلة علاج ..و ايجاد حلول للتخلص منها ..و
الانطلاق بعيدا في تحقيق اهدافنا و العيش في سلامة على كل الصعد
…بالطرق الصحيحة و الاساليب المدروسة

التخلص من الفوضى يكون بالترتيب ثم الترتيب …الانطلاق في مسار منهجي و
دائم لتثبيت النظام و احداث التوازن و تحقيق الانسجام من خلال محيط واضح
و وسط ممسوح …لا وجود فيه للتفاصيل المزعجة؛ يقوم على مبدا القرار و
التخطيط و التركيز …اذ لا يمكن الدخول الى غرفة و ترتيبها هكذا ببساطة
دون طرح التساؤل منين نبدا؟ …

و الا فالنتيجة راح تكون نقل الاشياءالمبعثرة من مكان الى اخر …

وضع تصور صحيح هو اللي يضمن فعالية العملية..

كما ان الملهيات من انترنت و فضاءات الكترونية مختلفة ما تساهمش
بالتاكيد في نجاح المهمة ؛ و راح يضيع معناها و تفقد محتواها …و اتخاذ
القرار هو المحرك الحقيقي للنشاط و الضابط الفعلي لنوعية المكان و الزمان
و الاحداث اللي تحبي تسطريهم في حياتك …مسالة اتخاذ القرار مهمة لانها
الخطوة الاولى و الاهم في الاصلاح ؛ بقضاءك بداية على الفوضى الذهنية

اذا قررتي تبداي رحلة الترتيب…و اقتنعتي بالتركيز في مرحلة ما على
هذا المشروع …و احتجتي لمخطط فعال للتنفيذ تبعيني في كيفية ترتيب
المنزل ..نحاولو نقدمو افكار و حلول و نوضعو استراتيجية شاملة تفيد
المقاربة الصحية لمسالة تنظيم البيت الثابت و الاكيد هو عدم وجود اي ميزة

او عنصر تحكم في منزل غير مرتب ..بالعكس هو مكان موحش للعيش فيه …

دافع للفشل في كثير من النواحي او على الاقل لنجاح اقل من الامكانيات المتوفرة …

موتِّر و مسبِّب للاحباط و ضاغط و اي شخص يريد التحرر من هذا التقييد عليه تمييز الهدف

اولا و هو الوسط المرتب ؛و الانطلاق في وضع استراتيجية فعالة ؛و البدء بالتنفيذ
بالاساليب العملية .

 

… شمس هنية