العمل ، المهام المنزلية ، و النشاطات الاجتماعية يأثّروا على حجم الوقت اللِّي يقضيوه أفراد الأسرة مع بعض ؛ كي تزيديلها الواجبات الأخرى المرتبطة بنشاطات مابعد المدرسة : مشاوير السَّياَّرة ؛ إعداد الوجبات ؛ الوظائف المدرسية ؛ تنظيفات المساء ؛ وقت النوم ؛ و حتى اذا كنا محتاجين نطيّبو فنجان قهوة أو نرتّبو السرير نحسُّو دائما بلِّي ماعندناش وقت ؛ و لكن تقاسم الأوقات المميَّزة و الحميميَّة بالنِّسبة للأطفال هو حاجة مُلِحَّة و عامل نُمُوّ مهمّ و عنصر سعادة ؛ الوقت باختصار هو الحُبّ :  تمضيَّة الوقت مع الأطفال هو طريقة لقول “أنا أحبك” و كي ما نمدُّوش الوقت بالنِّسبة ليهم هذا معناه بلِّي “مانحبُّوهمش” .

التَّحدِّي هو في تقدير الفروق الدَّقيقة الحسَّاسة لطفولة أولادنا لأنو السِّنين و الأيَّام تمرّ مَرَّ السَّحاب : وْليد 5 اشهر يولِّي عندو 5 سنين في رمشة عين ؛ كلّ يوم يفوت علينا مع أطفالنا راهم يكبرو فيه و تتغيَّر المعالم و تَحدُث المعجزات و تخلق الرَّوعة .

الطِّفل مهما كان سنُّو يحتاج يعيش وقت خاصّ مع والديه كلّ يوم و لو لبضع دقائق : فضلاً على تقويَّة روابط الثِّقة رُفقة الوالدين تعزّز منطقة في مخّ الطِّفل تساهم في جعلو ذكيّ و خلَّاق و متحفّز و فضولي ؛ هذا الوقت ينمِّي عندو الإحساس بمتعة الحياة ، و الأوقات المميَّزة و الحركات العاطفية و الحنان يخلِّيو الصّغير يحسّ بلِّي راهو محبوب و غالي و في أمان و هذا اللِّي يخلِّيه يكبر واثق في نفسو و قادر ينمِّي مهاراتو الإجتماعية بينما الإبتعاد عنُّو يخلِّيه يفكّر بلِّي “إذا لم أحصل على انتباهم بشكل جيّد فساحصل عليه بعمل شيءٍ سيِّء“.

واش معناها تقضي وقت مع طفلك ؟

أكيد مش معناها ديرو دائما حوايج أو خرجات كبيرة و فوق العادة ؛ الفكرة هي أنّك تكوني مُتاحة و متوفّرة ليه مايوقف بيناتكم لا هاتف و لا تابلات  و لا شْغُل في يدِّيك ؛ لأنُّو يحتاج يشوف شكون انتي؟ و كيفاش تعيشي حياتك؟ …كاينة فعليا 940 أسبوع بين ولادة طفلك و دخولو للجامعة معظمها يروح في النّوم و اللّعب و الدِّراسة و النَّشاطات اليوميَّة ؛ كي يكون عمرو 5 سنين تكون جازت منها 260 أسبوع و كلّما يكبر وليدك كلّما تصبح أسابيعو أكثر انشغالاً عنك بدراستو و أصدقاؤو و نشاطاتو …الحقيقة أنَّنا نقضيو مع أطفالنا ساعات قليلة كل أسبوع لذلك حاولي فقط تخلِّي الدَّقائق المعدودة اللِّي تعيشيها معاه كلّ يوم مميَّزة و عوّضي الكميَّة القليلة من الوقت بجدولة نوعيَّة رفيعة منُّو : “ساعتين في الحديقة ؛ أمسية رسوم متحركة ؛ عشوة بيتزا من المطعم ….”

فِكْرْك في الأوقات المشتركة مع اولادك (اللي بذلتي جهد في الحصول عليها)  لازم مايكونش في مكان آخر لأنّك في هذي الحالة راح تفقدي طفولتهم تمامًا كما لو أنّك غايبة عنهم : أبقاي مْرَكّزة معاهم ؛ تشوفي فيهم ؛ تسمعيهم ؛ تفهميهم و تكوني مسرورة بواش صنعتي فيهم ؛ تعيشي و تتنفّسي معاهم معجزات التَّعلُّم و النُّموّ .

  1. أقضي معاهم وقت راس براس :

ديرو حاجة تحبُّوها بين 2 مهما كانت الأسرة كبيرة ماتعجزيش تخصّصي الوقت لكلّ واحد وحدو : “روحي مع بنتك للعرس او خليها تحضّر معاك الكيكة” ؛ “تمشَّاي مع وليدك و هو يسوق الدَّرَّاجة”…. .

  • 2–  دخلِّي الوقت المشترك في جداولكم اليومية :

الأطفال يحبُّو يعاونو : رايحة طيّبي خلّيهم يغسلولك الخُضْرة ؛ رايحة تشري ديريه وقت للمتعة معاهم ؛ راهي تبانلك فوضى و خدمة فوق الخدمة و لكن تأكّدي مع الوقت تلقايهم أكبر معين ليك و كلّما استرجعوا ذكرياتهم راح يقولو بلِّي وقت تحضير العشاء كان دائما وقتهم الخاص الجميل معاك .

  • 3ماتتلاقاوش حتى ال3 تاع العشية :

تقدري دائما تبيّني لهم بلي راهم في بالك : أكتبي ملاحظات تعبّر على حبّك و حطِّيها في محافظهم .

  • 4أوقات الرَّاحة :

 

مهما كنتِ مشغولة كَرّسي أوقات الراحة كأزمنة خاصة لأطفالك : ديري المؤقت على 15 دقيقة او نصف ساعة خلِّيهم يعرفوها وقتاش تبدا و وقتاش تخلاص ؛ و كي يبقاو غير 2 دقايق نبّهيهم باش مايتصدموش كي تخلاص المدة ؛ إذا بانتلك 15 دقيقة قليلة ماتخافيش بالنِّسبة للطِّفل هي وقت طويل من الرَّوعة .

  • 5ديرو أحاديث البيجاما :

ساعة النوم نتاع الأطفال بالنسبة ليك وقت فوضى و ضغط ؛ و مع ذلك هذا وقت جميل يقضوه معاك مش مع التلفزيون ؛ المفتاح هو البيجاما إحدى التِّقنيات لتهدئتهم -كي تكوني مستعدة-وجّديهم للرّقاد : يغسلو أسنانهم و وجوههم ويلبسو ملابس النّوم و اقضي معاهم 15 دقيقة في المحادثة و المعانقة و الضّحك  ؛ دغدغيهم ؛ تكلّمي معاهم في كلّ ما يهمّهم ؛ اطرحي أسئلة و انظري ليهم باهتمام و هوما يجاوبو ؛ ديريلهم “ماساج” ؛ غنِّيلهم أغاني ؛ احكي لهم قصَّة ؛ أقراي لهم كتاب أو أقراو مع بعض …من المفيد كذلك بعدما يتعشَّاو و كي تروحي تغسلي لماعن يدِّيهم باباهم يحوسُّو برَّا شويَّة يضربو دورة في الحيّ بالبيجاما و يرجعو جاهزين تماما للنَّوم .

  • 6ديري “ليلة المحاجب” :

 وقت العشا في حد ذاتو مميَّز زيدي ميّزيه بتخصيصو بوجبة معيَّنة ؛ الفكرة راح يحبُّوها الأطفال  “ليلة البيتزا” مثلا ؛ “ليلة المحاجب” ؛ “ليلة السردين”… هكذا تحمّسيهم و تعطيهم متعة على الطَّابلة و يقدرو يهدرو على يومياَّتهم و يحكيو أكثر على أخبارهم .

  • 7ديرو تصليحات مع بعض :

عمرو باباهم ما يخدم السّيارة أو يصلّح الحنفية أو يركّب الكرسي أو يصبغ النَّافذة أو يبدّل مقبض الباب بدون أطفالكم باش تعلّموهم على الأدوات و الحياة ؛ هذي طريقة تورِّيولهم كيفاش لحوايج يخدمو و كيفاش نصلّحوهم بأمان دائما أعطيهم لمحة و اشرحي لهم واش راكم ديرو .

  • 8في الطريق :

اللَّحظات القليلة اللِّي نقضيوها مع أطفالنا في الطّريق : “كي نكونو رايحين للمدرسة أو بيت جدهم أو الحانوت…” هي أوقات ثمينة ماتضيّعيهاش دائما في وسائل النَّقل طلبًا للرَّاحة ؛ حاولوا أحيانا تروحو تمشيو : المشي مع أطفالكم هو طريقة رائعة للتَّمهُّل في الحياة و أخذ لحظات أكثر تفصيلا معاهم ؛ تكلّمو على وين راكم رايحين؟ و واش راكم تفكرو؟  اسأليه كيفاش كان يومو؟و واش تشوفو في الطريق؟ احكمي يديهم …في حصصهم “تمارين رياضة ؛حلقات تحفيظ…” حاولي تلقاي مكان تقعدي فيه تستنايهم طيلة الساعة او الساعتين اللي يغيبوها .

  • 9ألعبوا ألعابهم :

من أجلهم تعلّموا ألعابهم الإلكترونية ؛ لازم تتقْني هذا الجزء من عالم طفلك لماذا؟  أوَّلًا لأنُّو طفلك راح “يغلبك” كي دخلتو مجالهم و انتي راح تولّي ديري جهدك ماتخليهش يغلبك و لكن مليح الطفل يشوف والديه يتْغلبو و ينْهزمو راح يعرف بلي راهم بشر ؛ ثانيا : الطِّفل راح يمرح بزَّاف و يضحك على قلَّة براعتكم و أخيرا  بعض الألعاب تعويض عن الحياة الواقعية لأنّها تقليد للنَّشاطات الحقيقيَّة كيما تنس الطَّاولة ؛ البولينغ  كرة السلَّة ؛ ألعاب الطَّبخ و التَّنظيف و لكن ديري حدّ للوقت ماتخلِّيش الواقع الإفتراضي ياخذهم من حياتهم .

  • 10تناولو بوظة و رقائق الذرة :

أنشئي تقاليد خاصَّة للنَّشاطات المَرِحة و خلِّيها محدَّدة مش دائمة يعني في أياَّم الصَّيف السّخونة عندنا الجمعة العشيَّة ناكلو بوظة و في الشّتا البارد أمسيات التِّلفزيون مع الكاوكاو أو الفشار ؛ القيمة مش في الطَّعام في حدّ ذاتو و إنما يوصّلنا للهدف : كي الأطعمة الخاصَّة و النَّشاطات المَرِحة تحفّز المحادثات و تصنع الذِّكريات .

لازم تعرفي بلِّي انشغالكم الدَّائم على أطفالكم و صعوبة توفُّر الأوقات ليهم يخلّف عندهم إحساس بانعدام الأمان و حالة من التَّوتُّر و اجتماعكم راح يولِّي غير محبَّب ؛ دائمًا أشرحي لطفلك أسباب غيابكم غير العادي و قوليلو بلِّي رغبتك في البقاء معاه أهم شي عندك باش تخلقي عندو حالة من التَّعاطف إضافة لشعورو بالرِّضا ؛ الأهمّ في الأوقات المميَّزة مع أطفالك مش المدَّة و إنَّما الحضور الذِّهني و العاطفي .

 

…شمس هنية