العادات هي مجموعة التصرفات اللي تمثل روتيناتنا

الروتينات  تحدد في النهاية  شكل يومياتنا ….

اذًا احنا كمخلوقات بشرية نعيشو الحياة بمجموعة من العادات اللي اكتسبناها طيلة حياتنا من خلال اسلوبنا و تربيتنا و
طريقة تفكيرنا و المؤثرات المحيطة بينا

لذلك الى حد كبير ….

    العادات هي اللي تصنع شخصياتنا مش احنا اللي نصنعوها …

و لكن لحظة …هل هذا امر حتمي و مفروغ منو؟ …

أمْ انّو عندنا الامكانية نغيرو عاداتنا في سبيل الحصول على حياة افضل و شخصية اكثر استقرارا ؟…

    كامل عندنا اهداف معينة في الحياة  ..مثلا …  المنزل النظيف  … البيت المرتب الشكل الجميل ..النجاح المهنيهذا هدف …

و لكنك تصطدمي بواقع الاطباق الموسخة المتراكمة على الحوض ، و الملابس المرمية في الارض ،

و الالعاب المبعثرة و الوجبات الجاهزة اليومية ….

  هذي الحالة ناتجة بالتاكيد على عادات سيئة…هي اللي تخليك ماتعرفيش تسيّري دارك،

و تغرقي في  اللانظام …كي تفكري بلي تتغيري  و تحصلي على منزل نظيف و مرتب …

تكوني وضعتي هدف يسهم بالتاكيد في جعل  حياتك افضل ….

يبقى عليك لتحقيق هذا الهدف فقط جمع العناصر الضرورية …

العناصر  الضرورية لتحقيق هدف جميل هي الخطة اللي تبعيها باش تحققي الهدف،

الخطة تعتمد سلوك محدد … السلوك هو مجموعة من الممارسات اليومية …

هذه الممارسات اليومية هي العادات …كذلك  انك تبقاي مركزة على هذا الهدف و
محفزة بمعنى تحافظي على الرغبة في تحقيقو ….

الخطة اللي توضعيها لتحقيق اهداف جيدة لازم تتضمن سلوكات سليمة ،تقود
مباشرة للنتيجة اللي تحوسي عليها …السلوكات لازم تكون صحيحة و يومية و
فعالة …و هذي هي تحديدا العادة الجيدة …و لكن معروف انو تغيير
العادات صعب …عندنا مثل يقول “اللي فيه طبع مايتبدلش “….و “الطبع غلب
التطبع” …و” اصلك اصلك “…و غيرها من الامثال …و لكن ببذلك لمزيد من
الجهد و اتباعك لتقنيات مدروسة …راح تغيري طبعك للاحسن و بالتالي تحسني
حياتك …

1-اهداف كبيرة و حصص صغيرة

فكرة تغيير العادات تنبع من اهمية وضع اهداف كبيرة في حياتنا …يعني
مثلا كي تحبي تخسري الوزن الزائد هذا هدف جيد …(خير من تبقاي سمينة)…

او تنظفي بيتك ….او تقيمي عباداتك …و الاهداف المليحة كثيرة
اهمية وجود الهدف هي رسم صورة افضل لنفسك و الحصول على اطار سليم
تقيمي بيه وجودك …لذلك من المهم وضع اهداف كبيرة ..و منطلقة و صحيحة
…هنا ماتتردديش و قد ما تحبي  تحسني حياتك و تطوري شخصيتك  كبري اهدافك

و لكن عند وضعك للاهداف الكبيرة ما توقعيش في فخ الخطوات السريعة او
البرامج الثقيلة …انتبهي ..حصة العمل اللي تخصصيه يوميا في سبيل تحقيق
هدفك لازم تبداي بالصغيرةمثلا ..

-اذا حبيتي تبداي نظام تمارين رياضية لتخفيف الوزن …ابداي بحصة دقيقتين
في اليوم من التدريبات …
-اذا كان هدفك تكتبي مؤلفات ابداي بكتابة ثلاث جمل في اليوم ..
-اذا حبيتي تديري ورد يومي لقراءة القران ابداي بصفحة يوميا ..

الحصص الصغيرة ماتسرعش بيك و لكنها تقربك حتما في كل يوم من الهدف
المرسوم …و شيئا فشيئا تصبح الاهداف منجزة ..وضع الحصص الصغيرة من
الاعمال هو افضل طريقة للبدء في تحقيق الاهداف الكبيرة

هذا ما اثبتته التجارب الاكاديمية الحديثة …هذا الدكتور B.J Fogg
 استاذ علم النفس في جامعة ستانفورد يمد مثال مدروس على الفكرة …

يحكي على تجربتو في اكتساب عادة تنظيف الاسنان بالخيط …يقول بلي قام من
البداية ..بوضع خيط الاسنان بجنب القرشاة …و التزم بتنظيف سن واحد كل
يوم …سن واحد في حين كان قادر يدير كل الاسنان …و لكنو اكتفى بسن
واحد يوميا …في بضعة اسابيع راح يكون مر على كل اسنانو …و لكن الفكرة
كانت عملية في تطبيقو للعادة مدة طويلة و بالتالي اكتسابها بالحد الادنى
من المجهود و العمل …البدء بالحصص الصغيرة يخليك تتخطاي مرحلة التحليل
بالانطلاق مباشرة نحو الهدف

2-التخطيط ….

وضع الهدف و الانطلاق في تحقيقو باكتساب العادات المناسبة من خلال حصص
صغيرة و مقبولة من الاعمال يحتاج بالتاكيد لخطة …الخطة هي وضع تصور
للمسار اللي يساعد في تركيز الاهتمام على الخطوات الضرورية لتحقيق الهدف

مثال ….(قرارات راس السنة) …كل عام جديد …معظمنا نتخذو قرارات تخص
حياتنا و طريقة عيشنا …و المعروف انو معظمنا نخفقو في تحقيق هذي
الاهداف ..لماذا؟ …لانو هذي الاهداف قطعية في النظر مباشرة الى الهدف
دون وضع مسار للوصول اليه …يعني :نقولو نخفضو الوزن هذا هدف نهائي
تصور المسار يعني وضع جدول للتدريبات و برنامج غذائي …الخ ...او
ربما تقولي “نحفظ القران” …بدون وضع مخطط يحدد مسارك و خطواتك للحفظ ..

3-خلق رابط بين الروتينات الاصلية و العادات المكتسبة

هذا يصنع نظام افضل لاكتساب العادة …مثال ..معروف مميزات شرب الماء
لتحقيق الترطيب للجسم و لكننا ننساو الالتزام بشربو …هذي عادة سيئة
…باش ماتنسايش و تكسبي عادة شرب الماء؛ اربطيه بروتين مستقر عندك مثل
اوقات الصلوات …يعني التزمي بلي بعد كل صلاة نشرب كاس ماء …هذا اوثق
في تثبيت العادة و نجاحك في ترسيخها

4-اتباع تقنية اذا- سوف

هذي احدى الطرق للالتزام بالعادات المكتسبة تبان فعاليتها عند
اصطدامنا بالفتور او فقدان الرغبة في اكتساب العادة …من المفيد انك
تلزمي نفسك بفعل يعدّل هذا المفعول و يرجعك للطريق ..بقانون …”اذا فعلت
كذا …سوف افعل كذا “

مثالاذا لقيت روحي ماعنديش رغبة في قراءة وردي من القران …سوف اقوم
بالاستماع لمحاضرة عن فضل اخذ القران …

5-مقاومة لحظات الاحباط و الفشل ….

العبارة الشهيرة …”ماتستاهلش تعبي فيها ” ..النكسات الصغيرة و
الاحباطات هي العدو اللدود لبناء العادات الجيدة …مثال ذلك …واحد يحب
يخفف وزن ….و اذا في مرحلة معينة حقق تراجع في النتائج معروف انو
معظمهم يرجع للاكل بصفة اكبر مما كان ياكل سابقا …كنوع من العقاب لنفسو
…تلاحظو بلي لحظة الفشل تعطي مبرر للاستسلام و تخلي الواحد يتراجع على
اهدافو …..الافضل من ذلك …ركز على النتائج الجيدة المُحصَّلة اثناء
اكتسابك للعادة و قدَّر المجهود المبذول في بنائها …و تجاهل اي اخفاق
..

6-دائما قبل ما تبدا في ممارسة الحصة تع اليوم من العادة الجديدة ؛

فكر مليح في العوائق؛ و ادرس حقيقة الصراع اللي يدور في ذهنك بين ..”نديرها و
مانديرهاش” …

مثال ….كي تلقاي روحك عاجزة الصباح على البدء بروتينك التجميلي قبل
مباشرة مهامك المنزلية ..فكري في الاسباب اللي عطّلاتك …راح تلقاي مثلا
..بلي خزانة الملابس في غرفة و عدة الماكياج في خزانة اخرى و كي تفكري في
هذو المعوقات تفضلي ماتديريش تجميلك الصباحي ….اذن الحل هو انك تجمعي
ملابسك و اغراضك في الليل باش ماتلقايش عذر للتخلي عن هذي العادة ..و هذا
فعال جدا …

7- عدم لوم النفس على الاخطاء المرتكبة

في نفس السياق من المفيد عدم الافراط في لوم النفس على الاخطاء اللي وقعت لانو هذا يقلل الانتاجية بينما التسامح معها يساعد على التقدم

كذلك يجب تقليل
التغييرات و تدريج التقدم …هل تعلم انه لبناء العادات عليك ان تكون
مملا “.؟..معروف مثلا انه للاقلاع عن التدخين ..يُنصَح المدمن بتناول عدد
معين من السجائر …و يٌمنع  من التوقف تماما على تناولها مرة واحدة
...وكل مرة يقومو بانقاص العدد حتى الاقلاع التام .…كما يجب الاهتمام
باتخاذ قرارات قليلة في كل مرة من اجل الحفاظ على الطاقة الذهنية
الضرورية لتثبيت العادات …كل مرة عادة ما تروحيش في مرة وحدة ...تقرري
تخففي وزنك و طبقي اسلوب صارم للتنظيفات المنزلية و تحفظي القران كاملا
مثلا …

 

في النهاية الوصول للهدف المنشود اهم حافز و اجمل جائزة تحصلي عليها من
فكرة بناء عادات جيدة تحصلي بيها على  تغيير نفسك للافضل بكل المقاييس

 

… شمس هنية