كلّ سيِّدة راح توقف أمام اختبار اختيار السَّتائر مع ضرورة وضع وجهة نظر و إضفاء لمسة و فرض الذوق الخاص؛ سواء كنتي ربة منزل تملك القرار و تتصيّد الفرص العمليّة ؛أو عروس تحضّر لبيت مستقبلها؛ أو أمّ تجسّد أحلامها الطُّفولية ؛أو شابة تريد التَّعبير عن خواطرها و ممارسة آرائها الجمالية … هل يبدولك هذا الأمر سهل ؟ 

السَّتائر في أيّ غرفة هي التَّغيير الملحمي اللّي يحوّل المنظر و الإحساس و يأثّر على الأبعاد و يحدّد المفهوم و يضيف اللَّون و يرسم الشَّخصية و يحرّر الضَّوء و يقيّد النُّور.

هل كلّ امرأة تدرك عمق هذا المشروع و هي تخطّط لنوع السِّتارة لي تحبّ تضعها كواجهة تقول بيها للعالم :”هذه أنا”؟

نقدّملك دليل يأخذ بيدك و يعطيك تلميحات عقليّة تقود اختياراتك الذَّوقية باش تمارسي حرية توجيه نظر الناس إليك كيما يهوى خاطرك نتي و لكن وفق مبادئ مدروسة و قايمة على خطط مجرَّبة .

في البداية اختيار السَّتائر ليس عبثيا ؛ بل يقوم على مزاج و معادلات ؛الشِّي اللي يجي مليح للصالون مايليقش لغرفة النَّوم ؛و السِّتارة اللي تحطّيها لنافذة خارجيَّة ربَّما ماتتناسبش مع تاقة المطبخ ؛إليك بعض القيم:

أولا :اختاري القماش

ستارة البيت هي قطعة القماش العازلة للعوامل الخارجيّة :حرارة ؛أو ضوضاء ؛أو نظر المتطفِّلين ؛ و المُتحكِّمة في درجات الإضاءة و مستوى الإنارة ؛لذاك اختيارك للقماش عامل رئيسي في تحقيق هذي المعايير ؛الاقمشة اللي تناسب تكون ستائر للمنزل هي عادة مضنوعة من :

الحرير الثّقيل

 

أو القطيفة الحرَّة

هاتين المادتين يشكّلوا عوازل قويَّة و يمثّلوا اختيار أنيق و مثالي و راقي يجمع بين الشَّكل المبهِر و الأداء العالي و المادَّة الخام الأصلية ؛ يتناسبو مع الفخامة و يليقو كمعروض اجتماعي عزيز لأصحاب القدرة الماديَّة أو لعروس نزِقة ترغب في الكمال ؛ضريبة هذا الجمال المخملي هي أنُّو لا يصلح له إلَّا الغسيل الجاف .

أمَّا إذا كنتي ترغبي في ستائر للإستعمال اليومي و التَّعامل المتكرر:( فتح و غلق و غسيل …)و تجمعي إلى ذلك الجمال و الرِّقة تقدري تستعملي كقماش :

الحرير الصِّناعي الممزوج

و السَّاتان القطني

هذي الأقمشة الأقل فخامة متاحة لستائر العرض لي تكون في الصَّالون أو لعروس محدودة الدخل

أما الاستعمال اليومي لي يتناسب مع ربات البيوت في الطبقة المتوسطة و الأمهات لي يتعاملوا يوميًّا مع مخلَّفات الأطفال في كلّ مكان و أجواء الغبار و الطَّبخ و التَّقلُّبات الجويَّة و الحالات الإجتماعية فيفضَّل له استعمال أقمشة :

الكتَّان القابل للتموُّج

 

أو القطيفة الصِّناعيَّة المضغوطة

 

أو القطن و القطن المضغوط أو الصُّوف الممزوج

هذي الأقمشة ميزتها هي أنها تتوافق مع كلّ أنواع الديكور و تتناسب مع مختلف أصناف الأثاث و تصلح للغسيل المستمر ؛و غير مكلفة و أنيقة.

ثانيا:الألوان  

بعدما اخترتي القماش اللِّي تصنعي أو تشري منُّو ستائرك توجّهي لاختيار الألوان اللِّي تتوالم مع باقي الجوّ في الغرفة؛ الاختيار هنا مايكونش عشوائي ؛عندك أسُس تُجري عليها بناءك للألوان لي تقدري تستعمليها للغرفة اللي اخترتيها بما يتناسب مع المزاج العام تاعها

اذا كنتي كلاسيكية و تميلي للتَّوافق بين الألوان اصنعي حالة من التَّمازج :اختاري مثلًا ستائر من نفس طبقة لون الجدار و لكن بظلال أغمق قليلاً

أو اختاري اللَّون اللي مايكونش مسيطر على الغرفة ؛راح يضفي نعومة : يعني إذا كانت زربيتك فيها خطوط تتوافق مع صبغة الجدار فلونها المهيمن بالتَّأكيد راح يكون مختلف عليه ؛هنا ديري السَّتائر من نفس لون الزَّربية …هذا المثال ينسحب على الأثاث ؛انتبهي دائمًا إلى ضرورة كسر الألوان و تجنُّب الرَّتابة و النَّمطيَّة لأنّها تسبّب الملل .

أمَّا إذا كنتي جريئة و تحبِّي المغامرة و عندك رغبة في إثارة الانبهار و اخترتي النَّشاز: فبامكانك اللُّجوء الى الألوان الدَّاكنة و القويَّة

في الأخير انتبهي أثناء اختيارك لألوان ستائرك إلى أنّها في موقعها كبقعة مقابلة لأشعة الشَّمس راح تنشر الضوء إلى داخل الغرفة و بالتالي الألوان الموجودة عليها : يعني مثلاً إذا كان لون السَّتائر أزرق أثرها على الغرفة و الجوّ و الحالة النَّفسية لي يخلّفها هو الهدوء و القتامة و الصرامة و الخمول و الجدية هذا هو الانطباع اللي تنتجو الألوان .

 

أما اللَّون الوردي مثلًا راح ينشر الإنشراح و الكثير من النّشاط

ثالثا : النقوش و المطبوعات:

لاحقًا اعمدي لاختيار النَّمط لي يكون على القماش تاع السِّتارة ؛يعني نوع الرَّسمة و شكلها و حجمها ؛هذا مهم لأنُّو يأثر على الشَّكل العام للغرفة اللِّي حابة تزيّنيها .

كاينة وحد القاعدة  تقول بلِّي :(إذا كان الأثاث أو الفرش (الزَّربية مثلاً ) عليهم نقش او فيهم رسم؛فإنَّه يستلزم ستائر ذات ألوان محايدة (بدون رسم) ؛ و العكس صحيح : (إذا كان الفرش موحَّد اللَّون اختاري ستائر ذات نقوش و رسومات).

 

و لكن الأفضل و الأكثر أناقة في اختيار القماش اللِّي عليه النَّقش هو التزام الرَّسمات الصّغيرة كالنِّقاط مثلا أو البقع أو بامكانك اختيار “نمط البيسلي” على أن تظهر النُّقوش من منظر بعيد موحَّدة مع لون القماش .

أمَّا اختيار رسومات من الحجم الكبير فتُعتبَر مخاطرة تتناسب مع الشَّخصيَّات الجريئة صاحبة التَّصور الثَّوري لفنون الديكور و يُفضَّل إجمالًا تجنُّبها .

رابعا : الأبعاد :

بعد تنسيق نوعيَّة القماش و اللَّون المناسب و اختيار النَّمط تأتي مرحلة قياس الأبعاد و تصميم الشَّكل ؛ المبدأ العام هو أخذ القياسات انطلاقا من إطار النافذة : في الطُّول إلى الأعلى ؛و في العرض إلى الجانبين .

العرض

كي تحبِّي تقيسي موضع السِّتارة فوق النَّافذة ابداي بحساب العرض من خلال قياس طول القضيب المعدني الحامل لها؛ تقومي بتركيب القوسين نتاعو أعلى إطار النَّافذة مع ترك هامش 25سم إلى 30سم على جانبَيْ الاطار ؛هذا هو القياس المتَّفَق عليه و لكن:   

القوسين لي يحملو القضيب هوما لي يمدّو إحساس بالعرض للنَّافذة ؛يعني اذا كانت نافذتك صغيرة و تحبِّيها تبان كبيرة زيدي بَعّدي هذو القوسين على الإطار تاع النَّافذة وإذا حبِّيتي تمدِّي امتلاء للنَّافذة خلّي عرض السِّتارة نتاعك المشكّلة من قطعتين على النحو التالي :اللَّوحين السَّاترين العرض يكون حسب نوع حاشية الستارة اذا كنتي راح تديري ستارة بحاشية القلم عرض القماش يكون ضعف عرض النافذةو اذا حبيتي تعتمدي حاشية العيون ضاعفي العرض مرتين و في حالة حاشية التبويب العلوي اضربي العرض في 1.5 اما  الستارة الخلفية الشفافة (القطعة الثانية)اضربي العرض في 3 من اجل تحقيق المظهر الممتلئ و التحكم في الاضاءة الكافية.

الطُّول

نأتي الآن لقياس طول السِّتارة من الأعلى إلى الأسفل ؛باش تمدِّي انطباع بارتفاع الغرفة أضيفي بين 10سم إلى 15سم فوق إطار النَّافذة و حطِّي القضيب الحامل للسَّتائر ؛أو احسبي نصف المسافة بين السَّقف و إطار النَّافذة و حطِّي ستارتك

طول الستارة يعتمد حسب اختيارك على ثلاث ابعاد اذا كنتي حابة ديري ستارة قصيرة تغطي فقط النافذة احسبي طول الاطار الى غاية العتبة ؛و خلي طول ستارتك قدها او زيدي عليها 15 الى 20 سنتمتر

أمَّا السِّتارة الطويلة احسبي الإرتفاع من الأرض حتى لنقطة تعليق القضيب الحامل ؛و انتبهي إلى أنُّو كي يكون طويل أفضل من أنُّو يكون قصير و ما تقدري ديريلو والو مبعدا.

السِّتارة لازم فقط “تبوس” الأرض ؛يعني تلامسها ؛هذا هو الطُّول المثالي ليها؛ و لكن إذا كنتي تحبِّي النَّوع الطّويل لي يمتد على الأرض بإمكانك إضافة 6سم إلى 8سم فوق الطُّول المحسوب ؛أمَّا أقصى حدّ ممكن تضيفيه هو بين 10سم إلى 15سم و هذي تعتَبر مبالغة في الزِّيادة خصوصا إذا كنتي تفتحي و تغلقي مرارًا النَّافذة أو اذا كان عندك أطفال يلعبوا عندها أو حتى قطة.

خامسا :الاكسسوارات

الحاشية:الآن بعد قياس الأبعاد اختاري الحاشية تاع السِّتارة و ديري في بالك بلِّي هي اللِّي تحدد نوع الغرفة و مستوى تمثيلها (رسمية مثلا أو يومية ؛أنثوية أو عامَّة)؛ تمامًا كيما راهي مسؤولة عن سهولة تحريك قطعتي السِّتارة .

القضيب هو أيضا قطعة ديكورية مهمة تمدّ جمال للغرفة لا يمكن إهماله؛ بإمكانك اعتماد الشَّكل الكلاسيكي البسيط للقضيب المكوَّن من حلقات يتم إدخال السِّتارة من خلالهم مع سهولة النَّزع عند الضرورة أو الشكل المستدير اللِّي يرجَّع السِّتارة إلى غاية الجدار و يسمح بالتَّعتيم الكامل أو القضيب المزدوج اللِّي يحمل مختلف قطع السِّتارة القماشيَّة إلى غير ذلك من الأشكال الجميلة المتوفِّرة في السوق .

خُطَّاف العُقدة :لي هو الحل المثالي لجلب السَّتائر إلى الجانبين عند الرّغبة في زيادة الإضاءة ؛كما أنّهم يصنعو حالة ديكورية جميلة

ركّبي قوس أو خطاَّف معدني في الجدار بعدما تحسبي ثلثي المسافة من أعلى النَّافذة إلى الأرض ؛اجمعي السِّتارة إلى الجانب و اربطيها في الخطَّاف باستعمال أشرطة مخصَّصة ؛كما يمكنك أيضًا ربط السِّتارة إلى وسط النَّافذة ضمن اختيارات ديكورية تتناسب تمامًا مع ذوقك الخاص و الشخصي .

بعد إتمام العمليات التَّركيبيَّة اليدويَّة اللِّي مُدّتها ماتتعدّاش نصف ساعة فقط تكوني حصلتي على التَّصور الجميل اللِّي تخيّلتيه و نجحتي في وضع ستائرك في مكانها بالصِّفة الناجحة اللي تتطلّبها .

 

…شمس هنية