مسار العمل المنزلي اللي ينتهي بمنزل نظيف و بيت مرتَّب و مهام منظَّمة
….يبدا أساسا من الترتيب …و لكن كثيرا ما نوقفو متحيرين أمام هذي
العملية يراودنا السؤال الشهير ..منين نبدا؟

اذا افترضنا أنو التَّرتيب هو حالة علاجية تستدعي تشخيص الضَّرر لازم

اذا نفهم و نحدد ما هي الفوضى لي نحبُّو نرتبوها؟ …

بمعنى آخر وقتاش نميّزو بلِّي هذا المكان أصبح يسودو
الفوضى و غياب النظام …ما هي المعايير ؟ يختلف المعنى و يتشعَّب و على
أساسو تتحدّد درجة التّرتيب اللِّي ترغبي فيها و معيار الجودة اللي تطمحي ليه
..

اذا لجأنا للقاموس راح نحصلو على تفسير معقَّد يقول بلِّي ….“هي المكان
المملوء او المغطى بالأشياء المتناثرة و غير المرتَّبة التي تعيق الحركة
او تقلّل الفعالية” ..

و اذا حبيتي التفسير البسيط نقولك بلي الفوضى ..“هي اي شيء غير منظم”
…يعني اذا افترضنا ان شعار التنظيم هو “كل شيء في مكانه” …فإن الفوضى
تجمع في معناها كل الأشياء التي يضيع منها مكانها و تختلط مع غيرها
..”ألعاب على الارضية …ملابس في السلة …أحذية خارج الخزانة …أواني
في الحوض …الخ “..يعني حالة اللامكان هي السبب الأول في صناعة الفوضى و
للحصول على الترتيب يجب حتما خلق الاماكن …

التفسير الرِّياضي للفوضى يقول أنها …“الكثير من الاشياء في مكان صغير”
…بمعنى النسبة بين العدد و المساحة هي اللي تصنع الفارق في الحساب
…الاشياء الكثيرة تحتاج لمتسع اي (مكان كبير) …اذا مالقيتيش المكان راح
تحصلي في الفوضى… “درج فيه الكثير من الملابس …رف فيه الكثير من
المواد …غرفة تحتوي الكثير من الاثاث ..الخ”….باش تتجنبي هذا الاعتبار
لازم يكون المكان المخصص كافي للاشياء اللي توضعيها فيه …اذا ماكانش
كافي توقفي عن زيادة الحوايج او ابحثيلهم على مكان يحملهم …

اذا جينا للتفسير الأشمل …الفوضى هي “كل شيء لا نحتاجه و لا نحبه”
…هذا التعريف للفوضى هو ما يدفعنا باستمرار لتحديد ما هو قيِّم فعلا في
حياتنا ..بحيث نتعلمو بلِّي بيوتنا لازم يكون فيها فقط الحوايج اللي
نستعملوها و نحبوها …نستخدمو فقط البيت لي نحبوه بكل تفاصيلو …

اما المعنى العميق للفوضى و الشامل لكل مناحي الحياة بما فيها المنزل و
باقي الاطر فهو …“القرارات المؤجلة” …هذي هي الفوضى الحقيقية .فهي
تذكير مرئي بالاشياء اللي توتّرك الضايعة عن مكانها و اللي لازم ترجع ليه

بصفة عامة الفوضى هي ..

*اي شي ما نحتاجوهش ..ما نحبوهش ..ما نستعملوهش و ماعندناش مكان ليه ..
*الاشياء اللي تاخذ الكثير من وقتك و جهدك و مساحاتك ..
*كل القرارات المتاخرة ..
*كل شيء متشرد ..لا مأوى له ..
*الضوضاء البصرية الي تأثّر على تركيزك و تفكيرك ..
*أي شيء لا يجلب لك المتعة ..و مايخدمش قضية ..”ما يقضيش حاجة” ..
*كل الاشياء اللي ماتخلِّيكش تتقدّمي في حياتك ..

كل هذي المسمَّيات للفوضى تدلنا على الأثر الرجعي ليها على حياتنا اللِّي
هو بالتاكيد سلبي ..لأنّها تستنزف مصادرنا و تنهك طاقتنا و تسرق اوقاتنا
…و ترجع بينا للوراء و تصرفنا عن اهدافنا …و ممكن تقف بيننا و بين من
نحب الفوضى تربطنا بالماضي و تقدر تكون مصدر نزاع ..و غالبا تخلينا نحسو
بالسوء تجاه انفسنا …و ندفعو ثمن باهظ لانو الفوضى بالفعل مكلفة …واش
تكلفنا الفوضى ماديا؟ …

*المال الضائع في غير محله ..الاغراض المفقودة /او غير المستعملة
*عمليات الشراء المتكررة ..و الاطعمة فاقدة الصلاحية ..
*الكثير من البريد و المجلات و الاشتراكات غير المقروؤة …و الشيكات و
الفواتير المتاخرة في السداد ..
*الاغراض التالفة او المكسورة بسبب التخزين غير المناسب ..
*عدم التأكد من مكان وجود الاشياء خصوصا المقتنيات الثمينة و الاوراق الرسمية ..
*الوقت الضائع في البحث عن الاشياء اللي نحتاجوها ..مفاتح ..بريد ..وصفات
..قوائم مهام ..
*الفوضى تكلفك بالتأكيد الجدوى و الفائدة …لانك ماتستخدميش الحوايج في
وقت اللي تحتاجيهم كي ماتلقايهمش ..
*الحرج من الطريقة اللي راكي عايشة بيها …او عند استقبال زوار ..
*مع الفوضى تخسري راحة البال و الانتاجية و التركيز ..
*و تعاني من الضغط والتفاقم و ضياع الفرص ..
*اهم شيء تخسريه هو الحرية …لانك ما تكونيش قادرة تقضي وقتك في الامور
المُهمة فعلا بالنسبة ليك ..

غياب الفوضى ..يساهم في تبسيط المحيط اللي يؤدي لتعزيز التناغم في حياتك
و يفَعّل السّلام و الهدوء و يضمن الوضوح و الابداع …لأنو المحيط
المرتّب اللي يعكس “من نحن”  هو اللي يعطينا الجمال..و فقط المنازل اللي
فيها المحتويات العزيزة و الاغراض المفيدة هي اللي تقودنا الى افضل
مافينا و توفرلنا الوقت و الطاقة للتركيز على ما يهم حقيقةً ..

الاكيد انو في المحصِّلة الفوضى الأقل تعني ..

*عمليات تنظيف أقل ..
*حاجة أقل للتنظيم ..
*مساحات تخزين أقل ..

***** بعثرة أقل إجمالا…. في البيت و في الحياة …*****

 

… شمس هنية