تزوّجت “شمس” مع ” زياد” شاب وسيم، خلُوق، بارّ بأمه، و كان زياد دايما يوصّي زوجته شمس باش تحترم أمو وتقدرّها لأنها ماعندهاش غيرو في الدنيا هاذي، خاصة بعد ما توفّى والد زياد.

أم زياد كانت عجوزة حنينة وعاقلة بزاااف، وماتهدرش خلاص في حاجة ماتعنيهاش، يعني تحبّ تقعد في غرفتها تصلّي وتسبّح وخلاص، وأحيانا تخرج تتفقد جاراتها إلي تقريبا هم من نفس العمر تاعها،  أم زياد ما تحبّ تتدخّل في حتى حاجة في البيت، كانت أمنيتها أنها تجيب عروسة لوليدها زياد تونسّها وتعمّر عليها الدار خاصة أنو زياد يخدم بزاف ويطوّل باش يدخل للدار.

كانت أم زياد إنسانة مسالمة من بكري، والنهار إلي تزوّج فيه زياد مع شمس كان أسعد يوم في حياتها. المهّم دخلت شمس عروسة للدار، وعطاتلها أم زياد حريّة التصرّف في كل شيء لأنها زوجة الغالي، يعني تدير واش تحبّ. هذا الشيء زاد من سعادة شمس لأنو ربّي رزقها بزوج صالح وعاقل ويحبّها، وعجوزة مسالمة وتحبّها وحاسبتها كيما بنتها.

كانت شمس متكفلّة بكل شؤون البيت من طبخ وغسيل وتنظيف، لأنو البيت بيتها الآن.

لمّا كان يجي زياد من الخدمة، بعد ما يتفقّد الوالدة تاعو ويطّمن عليها، كان يروح للمطبخ ويوجّد ليها الأكل ويحّط المورسو morceau   الكبير والمليح تاع اللحم في الصحن ويعطي الصحن لزوجتو شمس، ويطلب منها أنها تديّه للوالدة تاعو.

وفي الطريق وشمس رايحة في ايدها صحن الأكل، كانت تخمّم مع روحها وتقول: من المفروض هذا المورسو morceau  الكبير تاع اللحم يكون من حقّي أنا، لأنو أنا إلي راني نتعب ونشقى نهار كامل في الدار، وبعد هذا الحديث إلي دار بين شمس وبين نفسها قررّت أنها تاكل هذاك المورسو تاع اللحم وتدّي للعجوزة الأكل بلا لحم، وحاولت تقنّع روحها أنو أم زياد عجوزة وماتحتاجش تاكل اللحم لأنها كبيرة وماراهي تقوم بحتى نشاط يتطلّب تغذية باللحم وبالتالي إلي جات راح تكفيها.

تعوّدت شمس على أنها تاكل اللحم إلي يكون في صحن عجوزتها أم زياد،

وبطبيعة الحال  العجوزة أم زياد كانت متأكدة أنو شمس طيبّت اللحم بصح ماجابتلهاش، وكانت تقول في نفسها: يمكن نسات تجيبلي أو يمكن كان غير شوية لحم  وما كفاهمش، على هذا كانت تسكت وماتهدرش. وبقى الحال على ما هو عليه طوال السنين إلي عاشتهم العجوزة أم زياد.

أنجبت شمس ولد وسمّاوه عماد، كبر عماد على الأخلاق الحميدة وعلى طاعة الوالدين لأنو كان يشوف بعينيه كيفاش باباه زياد يعامل أمو ( الجدة أم زياد).

بعد عدة سنوات توفّات أم زياد ( الجدة)، وبعدها بسنوات توفّى الأب زياد، وبقات شمس وحدها مع ابنها عماد، كبر عماد وصار شاب، خطب وتزوّج بقمر فتاة عااااقلة ومتخلقة، إنسانة طيبّة بطيبة أخلاقو وبارّة بيه وبأمو شمس.

كانت قمر  متكفلّة بكل شؤون البيت من طبخ وغسيل وتنظيف، لأنو البيت بيتها الآن، خاصة أنو أم عماد (شمس) طلبت من ابنها عماد أنو يبنيلها غرفة بعيدة على بيتو هو وزوجتو حتى يلقى راحتو مع زوجتو وما تحسّش الزوجة قمر بوجود عجوزتها معاها في الدار وتتذمّر منها.

لمّا كان يجي عماد من الخدمة، بعد ما يتفقّد الوالدة تاعو (شمس) ويطّمن عليها، كان يروح للمطبخ ويوجّد ليها الأكل ويحّط المورسو الكبير والمليح تاع اللحم في الصحن ويعطي الصحن لزوجتو قمر، ويطلب منها أنها تديّه للوالدة تاعو (شمس).

وفي الطريق وقمر رايحة في ايدها صحن الأكل، كان يجي طائر من السماء يحطّ فوقها ويخطف المورسو تاع اللحم ويعاود يطير بعيييد،

تفاجأت قمر من الحادثة ومافهمتش واش صرا، المهم أخذت الصحن تاع الأكل لعجوزتها وهي حشمانة أنو بلا لحم، وفي نفس الوقت ماقدرتش تهدر لأنو أكيد مايصدقوهاش.

تكررّت حادثة الطير إلي يخطف اللحم من الصحن ويعاود يطير بعيد عدة مرات مع قمر، ومع تكرار أنو الصحن يوصل عند العجوزة شمس بلا لحم، خلاّها تخمّم وتشّك أنو زوجة ابنها قمر هي إلي راهي تاكل في اللحم في الطريق، كيما كانت تدير هي مع عجوزتها أم زياد، لأنها كانت متأكدة بلي قمر دايما أطيب اللحم وعلاه ما راهيش تجيبلها في اللحم مع الأكل تاعها؟؟

فكرّت العجوزة شمس وأمبعد  قررّت أنها تخبّر ابنها عماد بالأمر، وسقساتو بخُبث: قُلي يا وليدي أنتوما ماراكمش أطيبّو في اللحم؟ ولا اللحم غالي يا وليدي؟

جاوبها عماد بابتسامة: وقيلا المورسو إلي راني نبعثلك  فيه ماهوش يكفيك، غدوى  ان شاء الله نبعثلك مورسو أكبر منو.

ردّت العجوزة شمس باستغراب ومكر: كيفاش؟؟؟ من وقتاش بعثتلي اللحم؟ هاذي  زمان وأنا يجيني الأكل بلا لحم يا وليدي.

تفاجأ عماد من كلام أمه شمس وقالها: بصح أنا إلي راني نحطلّك في  المورسو الكبير والمليح تاع اللحم في الصحن تاعكء ونبعثهولك!!

فكّر  عماد  شوية وخرج يجري لزوجتو قمر يناديها و يسقسي على المورسو الكبير تاع اللحم إلي كان يبعثو لأمو معاها؟ حكاتلو قمر على حادثة الطير إلي كان يخطف اللحم من الصحن تاع العجوزة  ويطير. بطبيعة الحال استهزأ عماد من كلام زوجتو وماصدقهاش، وقالها: إذا أنتي إلي كنتي تاكلي في اللحم اعترفي وأطلبي السماح، وخلينا من هاذ الخرافات تاع الطير إلي يخطف اللحم.

زعفت قمر من كلام زوجها واتهامو الباطل ليها، وقاتلو خلاص من اليوم أدّي أنت الأكل لأمك.

كيما كان الحال قرّر  عماد أنو يدّي الأكل بنفسو لأمو شمس.

في الغد بعد ما أطمن عماد على أمو شمس توجّه للمطبخ وحضّر الأكل للوالدة تاعو كي العادة وحطلّها المورسو الكبير كامل تاع اللحم باش يعوضّلها الفترة إلي ماكانتش تاكل فيها اللحم، وفي طريقه إلى أمو يشوف واحد الطير جاي ليه بسرعة،  ارتعب عماد من مشهد الطير وخاف أنو يأذيه، لكن الطير كان جاي علاجال اللحم، وبطبيعة الحال خطف الطير اللحم من الصحن تاع العجوزة شمس وطاااار بعيد.

تفاجأ عماد من الحادثة وفشل أنو يتحرك من بلاصتو، ووقتها عرف أنو زوجتو قمر كانت صادقة وأنو ظلمها واتهمها باطل.

نادى عماد زوجتو قمر وتوجّه معاها لغرفة أمو شمس وحكالها واش كان يصرا مع زوجتو قمر كي كانت جايبتلها الأكل، وأنو ماصدقهاش، بصح قصة الطير العجيبة تكررّت معاه هو ثاني ومافهمش علاه صرا هكا معاهم في زوج.

هنا انهارت العجوزة شمس من هول الكلام إلي سمعاتو، واعترفت لابنها عماد وزوجتو قمر بواش كانت تدير في الماضي وأنها كانت تاكل اللحم إلي كان في أكل عجوزتها
في الطريق على اعتبار أنها الأحقّ في أكل اللحم والتغذية الجيدّة بحكم تعبها وشقاها طول اليوم،

وعلى الرغم من أنو الله رزقها زوجة ابن طيبّة وماعاملتهاش كيما هي  كانت تعامل عجوزتها أم زياد، إلا أنو الله بعثلها الطير باش ياخذ حق عجوزتها أم زياد منها ولو بعد حين .

 

 … شمس راقية