ارتبطت كلمة حصّالة (شقاقة)، بجمع النقود وقت الرخاء والوفرة باش نستخدموها في وقت الشدّة والحاجة، وتقريبا ما يخلو حتى بيت من حصّالة النقود، بحيث نلقاوها عند الكبار كيما نلقاوها عند الصغار.

فكرة حصّالة الحبّ مقتبسة من فكرة حصّالة النقود، يعني أنتي لما تخصصّي لنفسك حصّالة باش تجمعي فيها النقود إلي تكون زايدة عليك الآن أو تخبّي النقود في الحصّالة باش نهار تحتاجيها تلقايها قريبة ليك، نفس الشيء بالنسبة لحصّالة الحبّ وهي أنك تجمعي فيها كل صفات الحب الجميلة باش النهار إلي تحتاجيها تلقايها.

باش نوضحلّك الفكرة أكثر لازم تفهمي في البداية أنو رصيدك العاطفي عند الآخرين أنتي إلي تحددّيه شحال، من خلال تصرفاتك مع الناس، لخاتش تصورات الناس علينا أحنا إلي نشكّلوها، إذا كنتي في كل مرة تقابلي زوجك بوجه مشرق وبشوش راح تترسم في مخيلتو أنو أنتي زوجة مبتهجة ومسرورة في حياتك معاه، أما إذا كنتي في كل مرة تقابليه بوجه عبوس ودائم الشكوى والتذمّر راح تترسم في المخيلة تاعو عليك أنو أنتي زوجة نكديّة.

 

واش معناها رصيدك العاطفي؟

رصيدك العاطفي في أبسط معانيه هو أنك تفتحي في قلب انسان معيّن حساب جاري ( مش حساب بريدي)، بل حساب عاطفي، وتبداي في ايداع صفاتك الجميلة في هذا الحساب، مع الوقت هذا الايداع  راح يظهرلك في محبة هذا الانسان واحترامو ليك، ومع الوقت ثاني أنتي يا إما راح تتوّلاي زيادة رصيدك العاطفي عندو أو راح تبقاي غير تسحبي واش اودعتي فيه من قبل.

وباش تفهمي أكثر  أعرفي أنو كل ما يصرالك موقف جميل وطيّب مع انسان معيّن، رايحة تضيفي ذكرى جميلة عليك في سجّل ذكرياتو، وبالتالي راكي تقومي بعمليّة ايداع في حسابك العاطفي عندو.

كيفاش تزيدي رصيدك العاطفي ّ؟

بعد ما عرفتي وشنهي هو الرصيد العاطفي أرواحي نقلك كيفاش تقدري تعمرّي حصّالة الحب وتزيدي رصيدك العاطفي عند الآخرين:

 

– أفهمي الطرف الآخر:

يعني أنك تعرفي الأشياء إلي يحبّها هذا الشخص والأشياء إلي يكرهها، بحيث أنو لما تقولي كلمة ولا تقومي بتصرّف لازم يعمّرلك حصّالتك في قلبو مش يسحب منها، وباش تفهمي أكثر نقلك أنو كاين أشخاص مايزعفوش من المزاح معاهم حتى ولو تعرضتّي ليهم شخصيا راح ياخذو الأمر ببساطة ويمرّ الموقف معاهم بشكل فكاهي، في حين كاين ناس آخرين إذا تكلمتّي معاهم دايما عندهم احساس أنو راكي تقصديهم في التنكيت وحابة تستهزأي بيهم، على الرغم أنو ماهوش هذاك قصدك بتاتا. على هذا كي تفهمي الطرف الآخر راح تعرفي مليح كيفاش تتعاملي معاه.

 

– كوني حسب التوقعات:

يعني كي تكوني عارفة أنو الطرف الثاني يتوقع منك أمر أو فعل معين لازمك تلبيّه، راح نعطيك بعض الأمثلة باش تفهمي أكثر، مثلا جاتك صديقة تشكي من سوء معاملة زوجها هي تتوقع منك المواساة و النصيحة، جاء ابنك يبكي من الخارج لأنو ابن الجيران ضربو أو اخذ منو لعبتو هو يتوقع منك تجيبيلو حقو، قعد زوجك بجنبك وبدا يتشهى ويتوحّم على أكلة شعبية هو يتوقع منك أنك تقومي وتطيبيهالو، رحتي باش تزوري مريضة وكانت حالتها مزرية هي تتوقع منك تساعديها في تنظيف بيتها أو أنك تعطيها المال باش تشري بيه الدواء.

 

– كوني مستمعة جيدة:

بحيث أنك إذا أحسنتي الاستماع وشاركتي المتحدث في التعبير عن عواطفه، خاصة اذا كان يحكيلك في مشكلته وغُصتي معاه مليح في حكايتو، هذا الفعل راح يزيد لك من رصيدك العاطفي عندو لأنك اهتميتي لأمرو وسمعتيلو ونبّهتيه لأخطاءو ونصحتيه باش يتجاوز مشكلتو، احيانا كاين اشخاص يحتاجو الفضفضة عن مشاكلهم باش يرتاحو، يعني ما يطلبوش منك حتى مساعدة فقط أنك تسمعيه، كيما الزوج مثلا ساعات يجي يفضفض لزوجتو على مشكلة تكون صرات عندهم في العمل، وتبدأ الزوجة في التحليل باش توصل لحل، وهو أصلا ماطلبش منها المساعدة فقط أنها تسمعلو وتعطيه شوية وقت واهتمام.

 

– انتبهي للأمور الصغيرة ذات التأثيرات العظيمة:

كاين أمور وتصرفات صغيرة ما تدّي لا وقت ولا جهد إذا قمتي بيها راح تزيدلك من رصيدك العاطفي عند الآخرين كيما المجاملات، حسن الاستقبال، بشاشة وجهك وابتسامتك، الملاطفات والكلام الطيّب، نعطيك مثال لو تكوني مستدعية ضيوف عندك في البيت، وتعبتي واجتهدتي أنك تحضريلهم كل واش يلزم، نظفتي المنزل، طبختي ما لذّ وطاب من الأطعمة، شريتي الحلويات والفواكه كل هذا باش تسعدي ضيافك، وفرضّا أنو ابن واحد من الضيوف كان يلعب وتكسّرت أغلى وأثمن وأحبّ قطعة ديكور في بيتك وما تمالكتيش أعصابك ونضتي تعيطّي ودرتي حالة من شدة الغضب والحزن في نفس الوقت. علابالك بالتصرّف هذا وردّ الفعل هذا  راح يسحب من رصيدك العاطفي عند الضيوف وإلي كانو ضافوه في حسابك كي لبّاو الدعوة بالحضور واستمتاعهم بالضيافة تاعك حتى الساعة إلي انفجرتي فيها. يعني كيما الأمور الصغيرة الجميلة راح  تزيدلك في رصيدك العاطفي، الأمور الصغيرة السيئة راح تسحب وتنقصّ منو ثاني. وعلى هذا نلقاو كثير من الناس يركزّو فقط في الأمور الكبيرة أملا في زيادة رصيدهم ويغفلو على الصغائر وإلي أحيانا هي إلي تعمّر رصيدهم بشكل كبير.

 

– كوني خلوقة:

يعني أنك تتحلاي بالصفات الأخلاقية الحسنة، وتتجنبّي الكذب والغيبة والنميمة وغيرها من الصفات السيئة وإلي ديننا الاسلامي يحذّرنا منها، هاذ الأخلاقيات راح تزيد ثقة الناس فيك وترفعلك من رصيدك العاطفي عندهم، فتخيلي أنك جالسة مع صديقة وتبدأ تغتب وتتكلم عن صديقة أخرى بالسوء، وبمجرّد ما تتلاقى مع الصديقة هاذي إلي كانت تتكلّم عليها راح ترحبّ بيها وتفرح بيها وتسقسي على أخبارها، وكأنها مش هاذيك الصديقة إلي كانت بكل هذاك السوء من شوية، هنا راح تتزعزع ثقتك في الصديقة المغتابة وتشوفي فيها كأنها بزوج وجوه ومنافقة وراح تسحب من رصيدها العاطفي إلي عندك، كذلك افشاء الأسرار من الكبائر إلي تلهف وتسحب بقوة من رصيدنا العاطفي، يعني لو إأتمنتي وحدة على سر وفضحت سرّك راح تكون سحبت كثير  اذا ماقلناش رصيدها العاطفي إلي عندك رجع للصفر.

 

– إذا قطعتي وعد لشخص معين لازمك توفيه: 

لازم تعرفي أنو الاخلاء بالوعود من أكبر الأعمال إلي تسحبلك سحب كبير من رصيدك العاطفي عند الطرف الآخر، يعني إذا وعدتي أبنائك أنك راح تكافئيهم اذا قعدو عاقلين لازمك توفّي وعدك، إذا وعدتي صديقة أو جارة بزيارتها أو مكالمتها هاتفيا لازم عليك تزوريها أو تتصلّي بيها وما تخليهاش تستنى فيك، لأنها هي تدّي عليك فكرة أنو ماعندكش كلمة.

 

– إذا سحبتي من رصيدك العاطفي أعتذري مباشرة وعوضيّه:

الناس كامل تغلط، مكانش إلي معصوم من الخطأ وبطبيعة الحال كي تغلطي في حق انسان مهما كان نوع الخطأ راح تكوني سحبتي من رصيدك العاطفي عندو، وإذا بقيتي غير تسحبي بلا ما تقومي بعملية الايداع من جديد، راح رصيدك يرجع صفر ومع الوقت يقفلولك حسابك عندهم، على هذا كاين الاعتذار، اعتذري لأي انسان غلطتي في حقو وصححّي الخطأ تاعك وحاولي تعوضيّه بحاجة ترضيه، وعمرك لا تقولي أنو الاعتذار مذلة ومهانة،  هذا خطأ كبير لخاتش الاعتذار هو قمة الشجاعة والثقة بالنفس وبالشخصية القوية، لازم تعترفي بالخطأ بشكل عادي لأنو ماهيش نهاية الدنيا كامل الناس تغلط وتصحح أخطائها.

 

حصّالة الحبّ بين الزوجين:

الحاجة إلي لازم نأكدو عليها هي ضرورة وجود حصّالة حبّ بين الزوجين يجمعو فيها رصيدهم العاطفي لبعضاهم، باش يلقاوه ويسحبو منو وقت الشدّة والخلافات، وعلى هذا لازم على الزوجين في اثنين أنهم يحرصو على الايداع الدائم في حصّالة الحبّ إلي بيناتهم،

لأنو لو بقاو غير يسحبو منها بلا ايداع راح يجي النهار وين يلقاوها فارغة خلاص، وبالتالي يوصلو لمرحلة اللاعودة، لخاتش في حالة المشاكل والخلافات الزوجية،  باش يرجعو الزوجين لبعضاهم لازم عليهم يتذكّرو كل اللحظات الجميلة إلي جمعتهم مع بعض، والكلمات الطبية والحلوة إلي كانو يسمعوها من بعض، والمواقف الفكاهية إلي فرحو بيها وغيّرت من روتين حياتهم، بلا ما ننساو التضحيات والتنازلات إلي كان يقدمها كل طرف للطرف الثاني،

يعني أنو الرصيد العاطفي هو إلي يغطي النفقات والسحوبات  إلي  تحتاجها توترات الحياة الزوجية اليومية، وعلى هذا لازم ينتبهو الزوجين بضرورة الايداع المستمر في حصّالة الحبّ تاعهم.

 

… شمس راقية